كيف تورطت تايوان في الأزمة السياسية بهايتي؟

تايبيه (عربي times)

سلط اقتحام السفارة التايوانية في هايتي في أعقاب اغتيال رئيس هايتي الضوء على العلاقات التايوانية الوثيقة بالدولة الواقعة على بحر الكاريبي.

وأمست هايتي حليفًا متزايد الأهمية لتايوان، وبينما حوّلت الحكومات الأخرى اعترافها الدبلوماسي من تايوان إلى الصين، أبقت بكين عينها على العلاقات بين هاييتي وتايوان.

أزمة السفارة

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية ”جوان أوو“، اليوم الجمعة، إن مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس ويحملون معدات عسكرية كاملة اقتحمت سفارة تايوان في هايتي صباح أمس الخميس في أعقاب اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، ثم ألقت الشرطة الهايتية القبض على 11 مسلحًا مشتبهًا بهم، وصفتهم تايبيه بـ“المرتزقة“.

وبينت، وفقًا لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن السفارة أُغلقت يوم الأربعاء الماضي، لأسباب أمنية بعد مقتل مويس، ولذلك كانت المنشأة خالية إلى حد كبير عندما تم الاقتحام، في حين اكتشف أمن السفارة الاختراق واتصلوا بالموظفين والشرطة الهايتية.

وأوضحت أن بعض الأبواب والنوافذ تحطمت، ولكن لم يحدث أي أضرار أخرى في ممتلكات السفارة.

وأشارت جوان أوو إلى أنه ”في هذه الفترة العصيبة، تؤكد حكومة تايوان دعمها لرئيس الوزراء المؤقت كلود جوزيف في قيادة هايتي للتغلب على هذه الأزمة واستعادة النظام الديمقراطي، وتدين تايوان بشدة هذا العمل العنيف والهمجي“.

علاقة تايوان بهايتي

تعتبر هايتي واحدة من 15 حكومة فقط في العالم لا تزال تمتلك علاقات دبلوماسية مع تايوان، بدلاً من الصين.

يذكر أنه لا تايوان ولا الصين تقبلان إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة تعترف بالآخر، وذلك بعد عقدين من انفصالهما بسبب الحرب الأهلية.

وفي عام 1949، بعد هزيمتهم على يد القوات الشيوعية لماو تسي تونغ في البر الرئيسي للصين، فر القوميون من تشيانغ كاي شيك، المعروفون باسم ”الكومينتانغ“، إلى تايوان وأقاموا فيها.

ونمت الجزيرة منذ ذلك الحين لتصبح ديمقراطية مرنة ومركزا عالميا في صناعة التكنولوجيا، على الرغم من عدم الاعتراف بها كدولة من قِبل معظم دول العالم.

وفي عام 1956، اعترفت هايتي بجمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان، وقطعت علاقتها ببكين وحافظت على علاقات دبلوماسية مع تايوان منذ ذلك الحين.

وزارت الرئيسة التايوانية ”تساي إنغ ون“ هايتي عام 2019 لتعزيز الدعم بعد أن حولت جمهورية الدومينيكان المجاورة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين، وإدراكًا للجاذبية الاقتصادية للصين.

قدمت تايوان دعمًا ماليًا لهايتي على مر السنين، وساعدت في تحديث شبكة الكهرباء العام الماضي، وتبرعت بـ 280 ألف قناع طبي كجزء من جهود الإغاثة في مواجهة الوباء.

موقف بكين

منذ سنوات وتفضل بكين الاستقرار السياسي لتايوان مع حفاظها على عدد صغير من الشركاء الدبلوماسيين، ولكن عندما تولت ”تساي“ منصبها في عام 2016، بدأت بكين في زيادة الضغط.

وكانت بكين تعمل على فصل شركاء تايبيه الدبلوماسيين المتبقين تدريجياً، بمساعدة إغراءات مثل القروض والوعود بالدعم الاقتصادي والدبلوماسي.

ونجحت في تحويل كيريباتي وجزر سليمان إلى جانبها الدبلوماسي عام 2019، بعد السلفادور وبوركينا فاسو وجمهورية الدومينيكان عام 2018.

وتعد منطقة بحر الكاريبي، إلى جانب إفريقيا وجنوب المحيط الهادئ، ساحة رئيسية للمنافسة بين تايبيه وبكين، وفي حين أن العديد من البلدان في منطقة بحر الكاريبي هي دول جزرية صغيرة، إلا أن كلا منهما يمثل تصويتًا محتملاً في الهيئات الدولية، مثل الأمم المتحدة والانتربول ومنظمة الصحة العالمية، وهي كيانات لا يمكن لتايوان المشاركة فيها بشكل مباشر؛ بسبب افتقارها إلى الاعتراف الدبلوماسي.

ووفقًا لوكالة الأنباء التايوانية المركزية الرسمية، كانت بكين تسعى لاستمالة هايتي في السنوات الأخيرة، وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، انتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد الصين؛ لاستخدامها ”دبلوماسية اللقاح“ للضغط على حلفاء تايوان الدبلوماسيين، قائلة إن بكين تمارس ”ضغوطًا هائلة“ على هايتي.

Comments are closed.