لندن (عربي times)
لطالما عُرف عن ركوب الدراجات بأنه رياضة مرتبطة بأصحاب البشرة البيضاء وبالرجال أكثر من غيرهم في العالم، وقد نشرت هيئة “بريتيش سايكلينغ” الوطنية المعنية بركوب الدراجات في بريطانيا الشهر الماضي استراتيجية أفادت بأنه “لا يوجد عدد كاف من الأشخاص السود والمنتمين إلى أعراق مختلفة ممن يخوضون سباقات الدراجات أو يتطوعون أو يعملون في مجال ركوب الدراجات”.
جاء ذلك بعد أن أشار تقرير صدر عام 2018 إلى أن سبعة في المئة فقط من راكبي الدراجات في لندن ينتمون إلى أقليات عرقية، كما تبين أيضاً في عام 2019 أن الذكور كانوا بالمتوسط يستخدمون الدراجة أكثر بثلاث مرات من الإناث، مما يجعل من الواضح أنه لا تزال هناك حواجز عدة تقف في وجه راكبات الدراجات من ذوات البشرة السوداء.
أطلقت كارين سافو بارنيه فرع جمعية “الفتيات السود يركبن الدراجات” في لندن مع بداية عام 2021 ، لأنها لم تر أي امرأة تشبهها تركب دراجة في شوارع لندن. وترحب الجمعية التي أسستها في الأصل مونيكا غودفراي غاريسون في أميركا براكبي الدراجات من كافة المستويات للخروج في جولات ممتعة تشمل الجميع، ومنذ أن أنشأت سافو بارنيه فرع لندن، تضم المجموعة الآن 100 عضو وقامت بسبع جولات.
قالت سافو بارنيه لـ “اندبندنت”: “راسلتنا امرأة عبر البريد الإلكتروني ذات مرة قائلة إنها شاهدتنا نتجول في منتزه هايد بارك، وشرحت لنا كيف سرّتها رؤية العديد من النساء السود يركبن الدراجات معاً. بينت لنا هذه الرسالة أن وجود جمعيتنا ضروري، ووجود وسط من النساء اللواتي يدعمن بعضهن البعض كي يتحدين أنفسهن للركوب والتجول في أماكن لا يرتدنها عادة”.
وفي توضيح لسبب اعتقادها بأن النساء السمروات مستبعدات تقليدياً من ركوب الدراجات قالت سافو بارنيه، “لقد تم استبعادهن اجتماعياً من المشاركة في الرياضات المكلفة مادياً. نظراً للحواجز الاقتصادية المنهجية التي يواجهها السود في حياتهم اليومية يترتب على ذلك أن العديد من النساء السمروات لم يتعلمن أبداً كيفية ركوب الدراجة لمجرد أنهن لا يستطعن تحمل كلفها، ونتيجة لذلك لقنت النساء السود كيفية البقاء على قيد الحياة فقط وليس الازدهار. من ناحية أخرى، يهيمن الرجال البيض على معظم النوادي الحالية لركوب الدراجات، وغالباً ما تشعر النساء ذوات البشرة السمراء بأنهن لا ينتمين إلى هذا المجال، وقد يشعرن بالتهديد وعدم الأمان. تواجه النساء السود بشكل يومي أشكالاً بسيطة من الاضطهاد المقنع في العمل وفي مختلف الأماكن الأخرى التي يسيطر عليها البيض، ولا ينبغي أن يعشن هذه التجربة في مكان يكون هدفهن فيه هو الاستمتاع بالترفيه والبهجة.
هذا هو السبب الذي يجعل جمعية “الفتيات السود يركبن الدرجة” في لندن ضرورة، والهدف منها هو توفير مساحة لـ “وجود” المرأة السوداء فقط وتغيير المفهوم السائد، بحيث يمكن للمرأة السوداء الاستمتاع بالبهجة والسعادة والسلام من خلال ركوب الدراجات”.
تتضمن خطط سافو بارنيه للجمعية الحصول على عُدة رسمية للفريق وتنظيم نشاط اجتماعي شتوي، كما تأمل في التخطيط لجلسات تركز بشكل خاص على حاجات راكبات الدراجات من النساء ذوات البشرة السمراء، مثل العناية بالشعر أثناء ركوب الدراجات.
وتتطلع كذلك إلى التعاون مع النوادي الأخرى في المدينة مثل “الفتيات السود يخرجن في رحلات على الأقدام” و”الفتيات السود يمارسن الجري” و Black Girls Run و”ملتقى الفتيات السود” لتنظيم الفعاليات التي تشجع النساء السمروات على الازدهار وزراعة البهجة.
تقول سافو بارنيه، “جميعة الفتيات السود يركبن الدراجات ليست مجرد ناد، إنها إطار أخوي وفرحة صرفة. إنها مساحة آمنة للقاء الأشخاص الذين يتشابهون في التفكير. وصفتها العديد من الأخوات بأنها شكل من أشكال العناية بالنفس بالنسبة إليهن”.
Comments are closed.