إقليم “الأسود الخمسة”.. هل يعرقل طموحات طالبان ؟

واشنطن (عربي times)

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“، الإثنين، أن الحرب في أفغانستان ”لم تنته بعد“، وأنه من المرجح أن تهاجم قوات حركة ”طالبان“ معقل ”المتمردين“ على حكمها، في وادي بانجشير خلال أسابيع؛ بهدف بسط سيطرتها على كامل البلاد.

وتعني بانجشير بالفارسية ”الأسود الخمسة“، وهي ولاية ذات غالبية من عرقية الطاجيك، وتعد من المعاقل التقليدية المعارضة لحركة طالبان.

واعتبرت المجلة الأمريكية، أن ”جمهورية أفغانستان، التي أسستها الولايات المتحدة لم تعد موجودة فعليا، بعد سقوط العاصمة كابول بيد طالبان، في منتصف شهر آب/أغسطس الجاري.

وأضافت المجلة: ”رغم نجاح طالبان في بسط سيطرتها على معظم مناطق أفغانستان بشكل فعال، خلال أيام فقط، إلّا أن منطقة واحدة هي وادي بانجشير، في شمال شرق البلاد، لا تزال خارج السيطرة في تحدٍ صريح للحركة“.

ولفتت إلى إعلان الفصيل المسيطر على وادي بانجشير، عن نفسه باسم ”الجبهة الإسلامية المتحدة لإنقاذ أفغانستان“، والتي توصف أيضا باسم ”تحالف الشمال“.

وأشارت المجلة، إلى أن هذا هو نفس اسم الفصيل المناهض لطالبان، الذي قاوم سيطرة الحركة من عام 1996 حتى عام 2001، تحت إمرة القائد الأفغاني الشهير، أحمد شاه مسعود، قبل أن تتدخل واشنطن عسكريا وتنهي حكم الحركة.

و“كدليل على المقاومة، رفع الفصيل المعارض لطالبان العلم الأخضر والأبيض والأسود، وهي ألوان علم الحكومة الأفغانية التي أطاحت بها طالبان في التسعينيات“، بحسب المجلة.

وأوضحت المجلة أن قوات مسعود، نجل أحمد شاه، تلقت دفعة قوية عندما انضم إليها أمر الله صالح، نائب رئيس البلاد السابق، ووصل إلى وادي بانجشير معلنا نفسه رئيسا للبلاد.

ونبّهت المجلة أيضا، إلى أن وزير الدفاع الأفغاني السابق، بسم الله خان محمدي، موجود أيضا في إقليم بانجشير، وأن قيادته دعت وحدات الجيش الوطني الأفغاني الباقية إلى السفر إلى ولاية بانجشير والدفاع عنها ضد هجمات طالبان.

وأفادت تقارير، الأسبوع الماضي، بأن القوات المرابطة في وادي بانجشير تمكنت من استعادة منطقة شاريكار عند مدخل الوادي، من حكم طالبان“.

لكن المجلة ذكرت أنه ”من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تستمر المقاومة في وادي بانجشير ضد حكم طالبان“.

ويقع الوادي، على بعد 3 ساعات فقط بالسيارة من كابول، وهو فعليا المنطقة الوحيدة في كل أفغانستان التي لا تزال تقاوم بشكل علني سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على البلاد.

ورأت المجلة، أن ”مقاتلي وادي بانجشير، في وضع غير مناسب بشكل حاسم، بالنظر إلى الميزة التي تتمتع بها طالبان، فضلا عن الكميات الهائلة من الأسلحة التي استولت عليها“.

وأردفت: ”إذا سقط وادي بانجشير، عندها ستكون لطالبان سيطرة سياسية وعسكرية كاملة غير مقسمة على جميع مناطق وولايات وأقاليم أفغانستان“.

وكان نجل أحمد شاه مسعود قال، أمس الأحد، إنه يأمل في إجراء محادثات سلمية مع الحركة، لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال.

وأضاف مسعود لرويترز عبر الهاتف من معقله في إقليم وادي بانجشير الجبلي في شمال غربي كابول، حيث جمع فلول وحدات الجيش النظامي وقوات خاصة وميليشيا محلية: ”نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المفاوضات…لا نريد اندلاع حرب“.

وقال مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، وهو أحد القادة الرئيسيين للمقاومة الأفغانية المناهضة للسوفييت في الثمانينيات، أيضا، إن مؤيديه مستعدون للقتال إذا حاولت طالبان غزو إقليمهم.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن بيان على حساب حركة طالبان على تويتر، أن مئات المقاتلين في طريقهم إلى وادي بانجشير ”بعد أن رفض المسؤولون المحليون تسليمه سلميا“.

وليس من المؤكد بعد ما إذا كانت العملية التي تقوم بها قوات طالبان قد بدأت أم لا.

Comments are closed.