باريس (عربي times)
أكد تقرير غربي استند إلى دراسات اجتماعية، أن تأثيرات جائحة كورونا زادت من نسب تفاوت الدخل في مختلف مجتمعات دول العالم لاسيما بين النساء والرجال، وفاقمت من استئثار الأثرياء بالثروات العالمية؛ ما زاد الأثرياء ثراء والفقراء فقرا.
وفقا لتقرير، نقلته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، فإن التفاوت الذي يشمل الخدمات النقدية والصحية والتعليمية مطروح منذ القرن الـ 19،، لكنه ازداد وحشية مع تفشي وباء ”كورونا“.
ويُعزي التقرير هذا التفاوت إلى ”نتيجة اختيارات سياسية“.
يشار إلى أن التقرير هو ثمرة عمل 100 اقتصادي من جميع القارات، أهمهم خبيرا الاقتصاد لوكاس تشانسال، وتوماس بيكيتي، ويمثل دراسة هي الأكثر تعمقًا حتى الآن في أكثر من 100 دولة.
وتم إنجاز التقرير من مصادر متعددة، بما في ذلك البيانات من الحسابات القومية والبيانات الضريبية، وهو يكمل التقرير الأول الذي نشِر في عام 2017 بعد صدور كتاب توماس بيكيتي، الأكثر مبيعًا بعنوان ”رأس المال في القرن الحادي والعشرين“، الذي نشِر في عام 2013.
وتقول صحيفة ”لوموند“ إنه ”على الرغم من صعوبة جمع الإحصاءات، لا سيما في البلدان الناشئة، فقد أنشأ الباحثون قاعدة بيانات حول التفاوتات العالمية بهدف مقارنة المواقف غير المتجانسة في القارات المختلفة.
ويقدم التقرير الجديد صورة عن التفاوت من حيث الدخل والثروة منذ عام 1820، بالإضافة إلى مقاييس غير مسبوقة لعدم المساواة بين الجنسين وتلك المرتبطة بانبعاثات الكربون.“
وتشرح الصحيفة الفرنسية محتوى التقرير قائلة ”إذا كانت تجاوزات العولمة المالية تفسر جزئيًّا اتساع الفجوات التي لوحظت في العقود الأخيرة، فإن المؤلفين يصرون على نقطة واحدة: عدم المساواة ليست حتمية“.
ويوضحون أن ”درجة اللامساواة لا تحددها الجغرافيا أو مستويات التطور، بل هي في الأساس نتيجة لاختيارات سياسية، وهذا يعني المفاضلات التي تمت في مسائل الضرائب والسياسات العامة، والتي يتطلب التحول البيئي الآن إعادة النظر فيها.“
ويوضح التقرير أنه ”في المتوسط ، يستحوذ أغنى 10٪ من البالغين على هذا الكوكب على 52٪ من الدخل العالمي.
ويشترك أفقر 50٪ في 8.5٪. ويضيف التقرير أنه ”من حيث القيمة المطلقة لم يتغير هذا المستوى إلا قليلًا منذ مطلع القرن العشرين، في ذروة الإمبريالية الغربية، بينما لا تزال اللامساواة الموروثة من التنظيم غير المتكافئ للإنتاج في نهاية القرن التاسع عشر تتخلل مجتمعاتنا، وفق تعبيره.
ويطرح التقرير المتغيرات التي تم الاعتماد عليها لإنجاز هذه الدراسة.
وأوضح التقرير أنه رغم تناقص الفوارق بين الدول خلال الثلاثين عاما الماضية، إلا أن تلك التفاوتات قد اتسعت في كل مكان تقريبا داخل البلدان ذاتها.
ويقول ”إحدى السمات البارزة للتقرير أن أوروبا هي المنطقة الأقل تفاوتًا في العالم، على الرغم من وجود فروق دقيقة مهمة بين الدول الأعضاء.
ويؤكد التقرير أنه ”على عكس أوروبا، يحتل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقعد الخلفي لأكثر المناطق تفاوتًا في العالم.
ويستحوذ أغنى 10٪ بالفعل على 58٪ من الدخل هناك، أي أكثر من أمريكا اللاتينية وشرق آسيا“.
ويوضح التقرير أن ”هذا يرجع إلى وجود مجتمعات متفاوتة، حيث تتمتع النخبة الاقتصادية والسياسية الثرية للغاية بمستويات من الازدهار قريبة من تلك الموجودة في البلدان ذات الدخل المرتفع، وتعيش جنبًا إلى جنب مع الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع“.
ويتابع التقرير أنه ”منذ عام 1995 استحوذ أصحاب المليارات الأغنى في العالم على 38٪ من الثروة الإضافية التي تم إنشاؤها.
بدوره يؤكد لوكاس تشانسيل أحد مؤلفي التقرير قائلًا ”لقد أدى الوباء إلى تسريع هذا الاتجاه، في عام 2020 سجل المليارديرات مكاسب في الثروة بلغت 3600 مليار دولار، وهو ما يعادل الإنفاق الصحي السنوي لجميع دول العالم“.
Comments are closed.