شولتز مستشارا خلفا لأنجيلا ميركل

برلين (عربي times)

انتخب مجلس النواب الألماني، اليوم الأربعاء، الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز، مستشارا، مُنهيا رسميا عهد أنجيلا ميركل الذي استمر 16 عاما.

وحصل شولتز (63 عاما) المدعوم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والليبراليين، على تأييد 395 نائبا من أصل 736 في البوندستاغ، المنبثق عن انتخابات 26 سبتمبر/ أيلول.

وبذلك يصبح شولتز، تاسع مستشار لألمانيا لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما تصدر حزبه الاشتراكي الديمقراطي الانتخابات الأخيرة، وتمكن من تحقيق غالبية مريحة قدرها 206 مقاعد مع شريكيه الجديدين في الائتلاف، الخضر (118 مقعدا) والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي (92 مقعدا)، في حين أنه بحاجة إلى 369 صوتا للفوز بالمستشارية.

وبهذا التصويت، تنسحب ميركل من الحياة السياسية، بعد أربع ولايات متتالية، بفارق تسعة أيام فقط، من تحطيم الرقم القياسي لأطول مدة حكم سجلها هيلموت كول (1982-1998).

إشادات وتكريم 

وبعد تلقيها الكثير من الإشادات والتكريم في الأسابيع الأخيرة، تغادر ميركل المستشارية نهائيا، بعد مراسم تسليم السلطة لشولتز، ليس خصمها السياسي فحسب، وإنما كذلك وزير ماليتها ونائبها في السنوات الأربع الأخيرة، بموجب لعبة التحالفات.

وبذلك تطوي ميركل، التي تنسحب فيما شعبيتها في أعلى مستوياتها، حياة سياسية استمرت 31 عاما، بينها 16 عاما على رأس القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا.

ويتسلم شولتز مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا، تتولى نساء فيها وزارات أساسية، مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية، والاشتراكيتين الديمقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع، ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.

كذلك تعتبر الحكومة سابقة من حيث تشكيلتها السياسية، إذ تضم للمرة الأولى منذ الخمسينيات ثلاثة مكونات، هي: الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.

ورغم الاختلاف، لا بل التعارض أحيانا في برامج التشكيلات الثلاث، إلا أنها توصلت سريعا إلى الاتفاق على برنامج يرتكز إلى حماية البيئة والتقشف المالي وأوروبا.

ومن المتوقع أن يتولى زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر، المعروف بتمسكه بنهج التقشف، وزارة المال.

الأزمة الصحية 

وسيواجه الوزراء فور تولي مهامهم الجديدة، وضعا صحيا متأزما إلى حد غير مسبوق منذ ظهور كورونا، إذ دفعت الموجة الجديدة من تفشي الوباء الحكومة، إلى فرض قيود شديدة على غير الملقحين، تتضمن منعهم من دخول المطاعم والمواقع الثقافية، وحتى المتاجر غير الأساسية في بعض المناطق، منها العاصمة برلين.

ومن المتوقع، أن تفرض الحكومة الجديدة بدفع من أولاف شولتز، إلزامية التلقيح ضد كورونا، وذلك اعتبارا من فباير/ شباط، أو مارس/ آذار، في وقت تخضع المستشفيات لضغوط شديدة، لا سيما في ساكسونيا وبافاريا، حيث الوضع متأزم جدا.

وقرر شولتز، رئيس بلدية هامبورغ سابقا، أن يعهد بحقيبة الصحة إلى كارل لاوترباخ، وهو بالأساس طبيب، ويدعو إلى فرض قيود شديدة.

غير أن السلطات الجديدة قد تصطدم بمشاعر الغضب حيال التدابير الصحية في مناطق ألمانيا الشرقية سابقا، التي تضم معاقل اليمين المتطرف، وحيث تنتشر نظريات المؤامرة بين السكان الذين يرفضون تلقي اللقاح.

وغالبا ما تشهد تجمعات المعارضين للقيود الصحية اشتباكات.

كذلك، تواجه الحكومة الجديدة ترقبا كبيرا في الملفات الدولية، وسط التوتر الجيوسياسي مع روسيا والصين.

ولم يعلق شولتز على إعلان الولايات المتحدة، مقاطعتها الدبلوماسية للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، في شباط/فبراير، والقرار المماثل الصادر لاحقا عن أستراليا أيضا، في وقت لم تستبعد وزيرة الخارجية الجديدة، أن تحذو حذو واشنطن أيضا.

ووعدت بيربوك، باعتماد سياسة أكثر صرامة من الحكومة السابقة، تجاه موسكو، في وقت تحشد روسيا قوات ومدرعات عند حدود أوكرانيا، ما يثير مخاوف من شن هجوم على هذا البلد.

وفي استمرارية للتقليد المتبع من أسلافه، سيتوجه شولتز إلى فرنسا في أول زيارة له إلى الخارج، ومن المقرر أن يستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة المقبلة.

أما وزيرة الخارجية الجديدة، فتصل غدا الخميس إلى باريس، قبل أن تشارك في نهاية الأسبوع في اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في ليفربول.

Comments are closed.