موسكو (عربي times)
اعتبر الكرملين، يوم الاثنين، أن مواقف الدول الغربية وروسيا لا تزال ”متباينة بالكامل“ حول مسألة الأمن في شرق أوروبا، رغم المحادثات هذا الأسبوع حول الأزمة الأوكرانية.
وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، في مقابلة بثتها شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية امس الأحد،: ”لا نعلم ما ستكون النتيجة. أجرينا ثلاث جولات من المحادثات، هناك بعض التفاهمات بيننا“.
وأضاف بيسكوف: ”لكن بشكل عام، مبدئيًا، يمكننا أن نقول الآن إن مواقفنا متباينة، متباينة بالكامل. وهذا ليس أمرا جيدا، إنه مقلق“.
ويتهم الأوروبيون والأمريكيون موسكو بنشر نحو مئة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية تمهيدا لاجتياح محتمل.
حتى أن الاستخبارات الأمريكية أكدت أن موسكو سبق أن نشرت عناصر في شرق أوكرانيا بهدف تنفيذ عمليات ”تخريب“ غايتها إيجاد ”ذريعة“ لشن هجوم.
لكن الكرملين رفض هذه الاتهامات.
وسبق أن طالب حلف شمال الأطلسي بضمان عدم انضمام أوكرانيا إليه، الأمر الذي يرفضه الغربيون.
وأضاف بيسكوف لـ“سي أن أن“ ردا على سؤال عن هجوم روسي محتمل في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، ”لا أحد يهدد أحدا بشن عمل عسكري، سيكون ذلك جنونا، لكننا سنكون مستعدين للرد“ إذا لم يلب حلف الأطلسي المطالب الروسية، دون أن يحدد ماهية هذا الرد.
وتابع المتحدث باسم الرئيس الروسي: ”لا نتحدث عن الغد، القضية ليست رهن ساعات“ ولكن ”لا نريد إجراء مفاوضات تستمر شهرا، عاما، فقط لمناقشة خلافاتنا. نريد أن نشعر ببداية نية لأخذ قلقنا في الاعتبار. في هذه المرحلة، أخفقنا ويا للأسف في الوصول الى هذه النتيجة“.
كذلك، رفض بيسكوف تلويح الولايات المتحدة بفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا في حال غزو أوكرانيا، وقال ”سيكون ذلك خطأ فادحا“ لأنه ”سيؤدي الى وقف أي علاقة بين بلدينا“.
وفي وقت سابق يوم الأحد، أكدت أوكرانيا أن لديها ”أدلة“ على تورّط موسكو في الهجوم الإلكتروني واسع النطاق الذي استهدف هذا الأسبوع مواقع إلكترونية حكومية أوكرانية عدة، في سياق من التوترات الشديدة بين كييف وموسكو.
وقالت وزارة التحوّل الرقمي في بيان: ”حتى اليوم، كل الأدلة تشير إلى أن روسيا تقف خلف الهجوم الإلكتروني“.
وكان الهجوم الإلكتروني قد وقع ليلة الجمعة، واستهدف مواقع وزارات أوكرانية عدة بقيت لساعات خارج الخدمة.
وأكدت الوزارة أن عملية التخريب هذه تشكّل دليلا على ”الحرب الهجينة التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ العام 2014″، أي منذ بدأ شرق البلاد يشهد حربًا بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا يُتّهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا.
وأشارت إلى أن الهدف ”لا يقتصر على ترهيب“ المجتمع بل يتعدّاه إلى ”زعزعة الاستقرار في أوكرانيا“ عبر ”تقويض ثقة الأوكرانيين بسلطاتهم“.
وحصل الهجوم في سياق من التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، إذ تتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بحشد قوات عند حدودها بهدف اجتياح أراضيها.
ويرى البعض أن الهجوم المعلوماتي واسع النطاق الذي طاول بنى تحتية أساسية في أوكرانيا بهدف زعزعة الاستقرار، هو مؤشّر ينذر بغزو عسكري وشيك.
وفشلت عدة محادثات هذا الأسبوع بين روسيا والدول الغربية في تهدئة التوترات.
واتّهمت الولايات المتحدة يوم الجمعة روسيا بإرسال عناصر إلى أوكرانيا، لتنفيذ عمليات ”تخريب“ تهدف إلى إيجاد ”ذريعة“ لعملية غزو، الأمر الذي نفته موسكو.
وتمارس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ضغوطا على روسيا لسحب حشود قواتها من الحدود مع أوكرانيا في حين تريد موسكو من الغرب الموافقة على سلسلة طويلة من المطالب تقدمها على أنها ضمانات أمنية، بينها التزام حلف شمال الأطلسي بعدم قبول كييف عضوا فيه.
Comments are closed.