كيف حاربت قبائل المايا القديمة عدوى تسوس الأسنان بالمجوهرات؟

مكسيكو سيتي (عربي times)

كشفت دراسة علمية حديثة، طريقة فريدة استخدمتها قبائل ”المايا“ لمحاربة عدوى ”تسوس الأسنان“.

ومن المتوقع أن تقدم هذه الطريقة، معلومات مهمة لصالح طب الأسنان الحديث، بحسب صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية.

وأظهرت دراسة لمعهد ”سينفيستاف“ للبحوث بالمكسيك، أن ”سكان قبائل المايا القديمة علّقوا أحجارًا كريمة من اليشم والفيروز على أسنانهم لمنع إصابتها بالعدوى والتسوس، وأن المادة اللاصقة التي استخدموها في لصق الحجارة قد تكون لها فوائد علاجية“.

ووجدت الباحثة جلوريا هيرنانديز بوليو، من معهد ”سينفيستاف“ أن ”بعض المواد المانعة للتسرب لها خصائص مضادة للبكتيريا“.

وقامت عالمة الكيمياء الحيوية وزملاؤها في جامعات ”يوكاتان أوتونوما دي يوكاتان“ بالمكسيك، و“هارفارد“ الأمريكية، و“براون“ البريطانية، بتحليل المواد المانعة للتسرب في 8 أسنان، وجدت في مواقع دفن لشعب المايا، ويرجع تاريخها إلى ما بين 200 و900 م.

وحدد الباحثون 150 جزئيًا عضويًا يوجد بشكل شائع في المواد الصمغية للنباتات في العينات، وتستخدم لصد الماء وخصائص تشبه الصمغ.

واعتقد السكان الأصليون في أمريكا الوسطى أن ”أنفاسهم كانت رابطًا للإلهية، لذلك صقلوا أسنانهم لتنقيتها“.

وكان أطباء الأسنان عند ”المايا“ يحفرون ثقوبًا عبر ”المينا“ وفي العاج قبل لصق الأحجار الكريمة بمادة متينة مانعة للتسرب.

وكشفت التحليلات السابقة ”للمادة اللاصقة“، في العام 1971، وجود مواد غير عضوية مشابهة للأسمنت، ومعدن ”هيدروكسيباتيت“، حيث ساعدت هذه على تقوية المادة اللاصقة، لكنها لم تكن لتوفر أي لزوجة.

وتوصلت الباحثة هيرنانديز بوليو، إلى أن ”العديد من المواد المانعة للتسرب التي تلصق أحجار اليشم أو الفيروز أو البيريت تحتوي على مكونات من أشجار الصنوبر“.

وتشير الأبحاث إلى أن مستخلص شجرة الصنوبر يمكن أن يحارب ”البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان، ويساعد في الحفاظ على صحة الفم لدى كبار السن“ في مناطق تعرف الآن بدول ”غواتيمالا والمكسيك.

وأظهر اثنان من الأسنان دليلًا على مركب ”سكلاريوليد“، وهو موجود في نباتات ”سالفيا“، وله خصائص مضادة للبكتيريا، ومضادة للفطريات.

ويستخدم ”سكلاريوليد“ اليوم، كمثبت للرائحة في العطور، ويتم تسويقه أيضًا كمكمل لإنقاص الوزن.

وقرر العلماء أن محتويات ”مانعات التسرب“ تختلف بناءً على موقع استخدامها، مما يشير إلى أن ”الممارسين المحليين طوروا وصفاتهم الخاصة“.

وتضمنت المواد اللاصقة الحجرية من منطقة ”كوبان“ الخارجية، بالقرب من حدود هندوراس وغواتيمالا، زيوتًا أساسية من ”النعناع“ والتي يحتمل أن يكون لها تأثير مضاد للالتهابات.

وقالت هيرنانديز بوليو، في حديثها مع موقع ”Science.org“، إن ”كل مكون له مهمة محددة، ولا يزال سكان المايا يستخدمون هذه النباتات للأغراض الطبية اليوم، لذلك ربما كان القدامى على دراية بآثارها“.

ويعتقد أن ملك ”المايا“، كينيتش جانابو باكال، والذي توفي، العام 612 م، عن عمر ناهز الـ 80 عامًا ”كانت جميع أسنانه سليمة، ولا توجد علامات تسوس، عند العثور على قبره جنوب المكسيك“.

ولكن آخرين أشاروا إلى أن ”الملك باكال، كان لديه إمكانية الحصول على طعام صحي، أكثر ليونة، بحيث أصبحت أسنان الملك أقل تآكلًا“.

وتعتقد عالمة الآثار البيولوجية والمؤلفة المشاركة في الدراسة فيرا تيسلر، أنه يمكن أن ”يكون هذا الأمر شهادة على رعاية الأسنان الممتازة لشعوب المايا“.

Comments are closed.