لندن (عربي times)
لقد عرف التقويم الحالي العديد من الأسلاف، ولهذا السبب لم يبدأ العام الجديد دائمًا، في الأول من كانون الثاني/يناير، فما الذي نعرفه عن سرّ بداية السنة الجديدة في العالم؟.
في العديد من دول العالم بالفعل لا يرمز، الأول من كانون الثاني/يناير، دائمًا إلى بداية العام الجديد، حتى اليوم، فمن المعروف في فرنسا في الوقت الحاضر أن السنة الصينية الجديدة تشير إلى تقويم مختلف ويتم الاحتفال بها عمومًا، بين منتصف كانون الثاني/يناير، ومنتصف شباط/فبراير.. لا يوجد حقًا موعد محدد.
وفي بلدان آسيوية، مثل: تايلاند، وكمبوديا، وسريلانكا، ولاوس، السنة الجديدة بوذية، ويتم الاحتفال بها، بين 12 و15 نيسان/أبريل، من كل عام، أما بالنسبة للتقويم الإسلامي فيقصد به أن يكون قمريًا، إذ يعتمد التقويم الهجري على قياس دورة القمر حول الأرض، بحيث يكتمل الشهر الهجري باكتمال دورة القمر.
القصص والجداول الزمنية كثيرة في جميع أنحاء العالم.. لكن ماذا عن بلدان أوروبا؟، لماذا يبدأ العام في 1 كانون الثاني/يناير؟.
الاحتفال بالعام الجديد قبل القرن السادس عشر
في زمن يوليوس قيصر، بحسب التقرير الذي نشره موقع “caminteresse” يوم الإثنين الفائت، كان التقويم يتكون من 355 يومًا، وكان تقويمًا قمريًا يعتمد على دورة القمر. وكان العام الجديد يبدأ، في آذار/مارس لتكريم، “إله الحرب”. ابتداءً من العام 46 قبل الميلاد بدأ ظهور التقويم الرومي أو اليولياني، فجاء هذا القرار من يوليوس قيصر نفسه، وأصبح هذا التقويم الجديد شمسيًا.
وأصبحت السنة وفقًا لهذا التقويم تحتوي على 365 يومًا، وتبدأ في 1 كانون الثاني/ يناير، للاحتفال بـ”يانوس – الإله ذي الوجهين”، وفي العام 800 قلب شالمان، القواعد رأسًا على عقب مرة أخرى، وجعل يوم 25 كانون الأول/ديسمبر، هو اليوم الأول من العام الجديد. فبحسب المناطق صار العام الجديد يتغيّر بين كانون الثاني/ يناير ونيسان/أبريل، وهكذا ظل رأس السنة الجديدة بعيدًا عن أن يكون ثابتًا.
منذ متى صار العام يبدأ في 1 يناير؟
خارج الملكيّة الحاكمة، حددت الكنيسة منذ فترة طويلة، 1 كانون الثاني/يناير، كيوم رأس السنة الجديدة. في الواقع منذ القرن الثامن صار هذا اليوم يرمز إلى ختان يسوع المسيح، الذي يمثل بداية العصر المسيحي، ومع ذلك لم يتم الاعتراف بهذا التاريخ من قبل الدولة، إذ لم يعترف الملك تشارلز التاسع، رسميًا بـ 1 كانون الثاني/يناير كيوم رأس السنة الميلادية إلا في العام 1564.
وفي العام 1584 كان البابا غريغوري الثالث عشر هو الذي أسس الأول من كانون الثاني/ينايررسميًا، ويصادف هذا العام أيضًا ولادة التقويم “الغريغوري” الذي يرتبط بدورة الشمس. لقد استوحاه من التقويم اليولياني وتأخيراته لفرض بعض التغييرات. وبفضل تحليلاته أصبح الأولُ من كانون الثاني/يناير يسجل بداية عام جديد وفقًا لدورة الشمس.
من الذي قرر السنة “صفر”؟
في العام 532 م أجرى الراهب ديونيسيوس الصغير “Denys le Petit”، حسابات لتحديد بداية عصرنا، وانتهى به الأمر إلى ربطه بتاريخ إنشاء روما، باستخدام ولادة يسوع المسيح، فهو ينص أن “يسوع المسيح ولد العام 753 بعد تأسيس روما في العام 1”. هكذا تم تحديد “السنة صفر” انطلاقًا من تأسيس روما.
ومع ذلك كان لا يزال ميلاد يسوع المسيح، غامضًا في أذهان تلك الفترة. عندئذ استنتج الرومان بعد ذلك أن يسوع المسيح ولد -على الأرجح- في العام (صفر) وليس في العام 753 ومنذ ذلك الحين اعتبِرت ولادة المسيح على أنها بداية عصرنا (العام صفر).
بعد أعوام قليلة من إنشاء التقويم “اليولياني”، في العام 352 الميلادي قررت الكنيسة برئاسة البابا ليبيريوس، أن يتم الاحتفال بيسوع المسيح، رسميًا في أوّل يناير (كانون الثاني)، لأن هذا التاريخ يصادف تاريخ ختانه بعد 8 أيام من ولادته. هذا التاريخ لم يحصل في نهاية المطاف على الآثار المتوقعة، ومنذ ذلك الحين ظل، 25 كانون الأول/ديسمبر، هو التاريخ الذي يحتفل به بميلاد يسوع المسيح.
Comments are closed.