تطوير لقاح يمنع دخول “الإيدز” للانسان

واشنطن (عربي times)

طور باحثون في معهد تكساس للأبحاث الطبية الحيوية لقاحًا مرشحًا ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) “الإيدز” يوضع في المستقيم والمهبل.

ويهدف اللقاح إلى منع دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى الجسم من خلال حقنه في البطانة المخاطية للمستقيم والمهبل لتحقيق ذلك.

وتحفز التركيبة الأجسام المضادة ضد فيروس نقص المناعة البشرية في المناطق التي يدخل فيها الفيروس لأول مرة إلى خلايا الجسم.

وصمم الباحثون اللقاح بذكاء لاستهداف الخلايا القاعدية للظهارة، والتي تؤدي بعد ذلك إلى إمدادات مستمرة من الخلايا الظهارية لتحل محل الخلايا التي يتم التخلص منها روتينيًا.

وبحسب الخبراء، قد يؤدي استخدام هذا اللقاح إلى حماية طويلة الأمد ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وفقًا لما أورده موقع “medgadget” التقني.

وفي الاختبارات التي أجريت على الرئيسيات، أظهر اللقاح فعالية كبيرة في الحد من انتقال الفيروس، وعندما أصيبت الحيوانات الملقحة بالعدوى، كانت قادرة على السيطرة على العدوى بشكل أفضل، ولم تظهر عليها أي أعراض مرضية.

ورغم أن العلاج المضاد للفيروسات التقهقرية يمكن أن يسمح للأشخاص المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري بأن يعيشوا حياة طبيعية وتجنب التقدم إلى الإيدز، إلا أنه لا يزال يتطلب أن يأخذ شخص ما هذه العلاجات لبقية حياته.

علاوة على ذلك، قد لا تكون هذه العلاجات متاحة على نطاق واسع للجميع، ويمكن أن يكون الافتقار إلى الوصول لها مشكلة في المناطق منخفضة الموارد.

وسيكون اللقاح الذي يمنع الناس من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في المقام الأول، ويسمح لهم بالسيطرة على العدوى في حالة حدوثها، مفيدًا جدًا.

وجزء من المشكلة هو أن فيروس نقص المناعة البشرية ينتشر عبر الجسم بسرعة نسبية، لذا حاول الباحثون الوصول لحل ناجع.

وردًا على ذلك، كانت لدى هؤلاء الباحثين فكرة تطوير لقاح يعمل بشكل خاص على مناطق الجسم التي يدخل فيها الفيروس عادة، وهي البطانة المخاطية للمهبل أو المستقيم.

ويتمثل المفهوم في منح الفيروس وقتًا عصيبًا قبل أن يحصل حتى على فرصة للحصول على موطئ قدم في الجسم.

واللقاح هو لقاح حي موهن، مما يعني أن الجزيئات الفيروسية بداخله تحتوي على الشفرة الوراثية الكاملة، وإن كان مع بعض التعديلات لمنع الفيروس من التكاثر.

ويصف الباحثون الجسيمات الناتجة بأنها فيروس لقاح “دورة واحدة”، ويمكن لهذه الجزيئات الفيروسية المعدلة أن تدخل الخلايا في الغشاء المخاطي، لكنها لا تتكاثر وتترك الخلايا مرة أخرى.

ويمكن للجهاز المناعي أن يتعرف على أن هذه الخلايا “مصابة”، وبالتالي يولد أجسامًا مضادة للفيروس، مما سيعطي أي فيروس حقيقي يحاول دخول الغشاء المخاطي وقتًا عصيبًا.

وبذكاء، يستهدف اللقاح الخلايا في الغشاء المخاطي التي تنتج خلايا جديدة، مما يساعد على الحفاظ على فعالية اللقاح لأطول فترة ممكنة.

وبحسب الفريق، فإن الفكرة هي أنه طالما أن اللقاح في الخلايا الأم، فسوف ينتقل ويكون موجودًا في جميع الخلايا الظهارية الجديدة في هذه المناطق.

وفي الاختبارات التي أجريت على الرئيسيات غير البشرية، ساعد المرشح للقاح الحيوانات على تجنب العدوى في المقام الأول، وبمجرد الإصابة أظهرت قدرة أفضل على السيطرة على الفيروس ولم تظهر عليها أعراض المرض.

ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان اللقاح سيعمل على البشر، لكن الباحثين تلقوا مؤخرًا بعض التمويل لتطويره بشكل أكبر.

Comments are closed.