القدس (عربي times)
من المنتظر أن يتوجه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى واشنطن، الأحد المقبل، في زيارة هي الأولى له منذ توليه هذا المنصب، وسط عاصفة من الانتقادات يواجهها على خلفية دعوته بإحراق بلدة “حوارة” الفلسطينية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكدت أنه لن يُسمح للوزير الإسرائيلي بزيارة البيت الأبيض، كما لن يلتقي نظيرته الأمريكية، فيما دعت منظمات يهودية لمنعه من دخول الولايات المتحدة بشكل مطلق.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الجمعة، إلى الانتقادات التي تعرض لها الوزير، والذي يرأس حزبًا يمينيًا قوميًا متطرفًا هو حزب “الاتحاد القومي”، ويطلق عليه أيضًا “الصهيونية الدينية”، من قبل الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس.
وكان برايس علّق على تصريحات سموتريتش، بشأن محو القرية الفلسطينية، وقال “إنها تفتقر إلى المسؤولية وتثير الاشمئزاز”، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية، الخميس، أن وزير المالية الإسرائيلي لن يلتقي نظيرته الأمريكية جانيت يلين أو أي مسؤول أمريكي آخر.
ومن المقرر أن يتوجه سموتريتش إلى واشنطن، الأحد، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لشركة “سندات إسرائيل”، تلك التي يطلق عليها “بوندز”، وهي شركة تعمل على حشد الأموال من يهود الشتات لصالح إسرائيل.
وكانت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إميلي هورن، رفضت، أمس الخميس، الرد على سؤال وجهته إليها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بشأن مُلابسات قرار منع سموتريتش من دخول البيت الأبيض، أو عقد اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين على رأسهم وزيرة الخزانة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هورن رفضت التعقيب على إذا ما كان القرار الأمريكي على صلة بتصريحات سموتريتش الأخيرة بشأن “حوارة” أم دعوته لواشنطن للكف عن التدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، أم على صلة بالانقلاب على القضاء.
كما سألتها إذا ما كان الوزير الإسرائيلي بدوره طلب عقد اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين من عدمه.
ورغم تحفظ الناطقة الأمريكية على الرد ورفضها إعطاء إجابة، إلا أن الصحيفة وجدت أن موقفها هذا يعني أن لتصريحات سموتريتش بالنسبة للإدارة الأمريكية ثمنًا باهظًا ينبغي دفعه.
وفي غضون ذلك، صعّدت منظمات أمريكية يهودية دعواتها لمنع وزير المالية الإسرائيلي من دخول الأراضي الأمريكية، منها منظمة “جي ستريت”، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، ورابطة الجاليات الإصلاحية اليهودية.
ودعت هذه المنظمات وغيرها، إدارة بايدن لمقاطعة الوزير عقب تصريحاته بشأن قرية “حوارة” ومواقفه ضد الأقليات في إسرائيل، الأمر ذاته الذي أقدم عليه الفرع الأمريكي لحركة “السلام الآن” اليسارية، الذي دعا بايدن لمقاطعة سموتريتش.
وأعلن أكثر من 330 حاخامًا وزعيمًا دينيًا يهوديًا في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم زعماء للطوائف الإصلاحية وكذلك المحافظة، في مناطق منها العاصمة الأمريكية واشنطن، وفي شيكاغو ولوس أنجلوس، مقاطعة زعيم “الصهيونية الدينية” ولن يسمحوا له بزيارة مؤسسات أو معابد يديرونها.
كذلك دعا المقال الافتتاحي لصحيفة “هآرتس”، واحدة من أقدم الصحف الإسرائيلية، ذات التوجهات اليسارية، واشنطن أيضًا لمقاطعة سموتريتش، ووصفه، اليوم الجمعة، بأنه “مجرم حرب” ينبغي محاكمته أمام محكمة العدل الدولية بعد دعوته لـ “محو قرية حوارة”.
وورد بالمقال أن سموتريتش هو أكثر وزير يروج لتدمير قرية على رأس سكانها وفرض عقاب جماعي على آلاف الأشخاص، السواد الأعظم منهم أبرياء.
وقارن المقال توجه وزير المالية هذا بمذبحة قرية “ماي لاي” الفيتنامية بواسطة قوات أمريكية، العام 1968، وقال إن سموتريتش يريد وصم إسرائيل بجريمة مماثلة.
Comments are closed.