واشنطن (عربي times)
يعد إيفرست أعلى جبل على وجه الأرض، حيث يرتفع إلى آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر، وبسبب الارتفاع الشاهق، فإنه مغطى بالثلوج على مدار السنة.
ويحلم المتسلقون بالوصول إلى قمة هذا الجبل، ولكن هذه المنطقة الخطرة فيها أكثر من 200 جثة مدفونة في الطبقات الثلجية الكثيفة، وتبقى هذه الجثث في ظروف مجمدة طوال أيام السنة؛ لذلك يتم الحفاظ على معظمها بشكل مثالي.
وبالاضافة إلى ذلك، كشفت دراسة جديدة ومثيرة أن الجراثيم الناتجة عن سعال المتسلقين وعطسهم، يمكن أن تبقى في الجليد على قمة جبل إيفرست لعدة قرون.
وقام الباحثون في جامعة كولورادو – بولدر الأمريكية بتحليل عينات التربة في جبل إيفرست، ووجدوا الكثير من الحمض النووي الميكروبي المرتبط بالبشر والتي تشمل المكورات العنقودية المرتبطة بالتسمم الغذائي والالتهاب الرئوي، والمكورات العقدية التي تسبب التهاب الحلق.
وأشارت الدراسة إلى أن المتسلقين يتركون وراءهم العديد من الميكروبات والتي يمكنها تحمل الظروف الجوية في الارتفاعات العالية، وتبقى كامنة في التربة لعقود أو حتى قرون.
ويمكن أن تساعد هذه الدراسة في فهم المتطلبات البيئية للحياة على الأرض وكذلك الأماكن المشابهة على الكواكب الأخرى أو الأقمار الباردة، كما تلقي الضوء على التأثير الخفي للسياحة في أعلى قمة بالعالم.
من جانبه، قال ستيف شميدت، كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري: “هناك بصمة بشرية مجمدة في الميكروبيوم الموجود على إيفرست، حتى عند هذا الارتفاع، لذا إذا قام أي شخص بالعطس أو السعال فتظل هذه البقايا موجودة لفترات طويلة”.
وأوضحت الدراسة أيضًا أن هذه البكتيريا كانت قادرة على البقاء في حالة سبات ونشطة في البيئة القاسية والباردة والجافة على قمة إيفرست، وهو ما أذهل الباحثين.
وتمت دراسة التربة في أبرد المناطق على وجه الأرض في الماضي، لذا يعد اكتشاف كميات كبيرة من الميكروبات المرتبطة بالبشر أمرًا نادرًا.
ولكن بالنسبة للدراسة الجديدة، فقد قام الباحثون بتحليل التربة باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني، وتم جمع العينات من تكوين “ساوث كول” في إيفرست خلال رحلة “ناشيونال جيوغرافيك ورولكس بربتشوال بلانيت” لعام 2019 والتي تعد الرحلة الاستكشافية الأكثر شمولاً في التاريخ إلى جبل إيفرست، واشتملت على تركيب أعلى محطتين للطقس في العالم.
ووجد الباحثون مستويات غير مسبوقة من الميكروبات المرتبطة بالبشر الناتجة عن العطس والسعال لمتسلقي الجبال.
وأشار الباحثون إلى أن وجود هذا الكم لم يكن مفاجئًا، نظرًا لعدد المتسلقين الذين يتسلقون القمة ومدى سهولة انتشار الجراثيم.
ويشير تنوعها إلى أن هذه الميكروبات كانت على الأرجح نائمة ولم تقتل؛ بسبب الظروف القاسية في جبال الهيمالايا، لأن هذه الميكروبات تطورت لتعيش في البيئات الدافئة والرطبة داخل أنوفنا وأفواهنا.
Comments are closed.