برلين (عربي times)
تراجعت أسهم “دويتشه بنك” الألماني العملاق، اليوم، بينما ارتفعت تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد مع تصاعد حالة الذعر التي تسود القطاع المصرفي الأوروبي بعد انهيار بنكي “كريدي سويس” السويسري و”سيليكون فالي” الأمريكي.
وقالت شبكة “سي أن بي سي” الأمريكية، إن المحللين أصبحوا في حيرة من أمرهم بشأن السبب الذي جعل “دويتشه بنك” ـ الذي سجل أرباحًا لمدة 10 أرباع متتالية ويفتخر بمراكز قوية في رأس المال والملاءة الماليةـ لأن يصبح الهدف التالي لسوق يبدو أنه في وضع “البحث والتدمير”.
ولفتت الشبكة إلى أن الإنقاذ الطارئ لبنك “كريدي سويس” من قبل “يو بي أس” السويسري في أعقاب انهيار “سيليكون فالي” أثار مخاوف من انتشار العدوى بين المستثمرين، والتي تعمقت من خلال المزيد من تشديد السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الأربعاء.
وخضع “دويتشه بنك” لإعادة هيكلة بمليارات اليورو في السنوات الأخيرة بهدف خفض التكاليف وتحسين الربحية، فيما حقق دخلا صافيا سنويا قدره 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار) في العام 2022 بزيادة 159% عن العام السابق.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في مؤتمر صحفي ببروكسل، أمس الجمعة، إن “دويتشه بنك” أعاد تنظيم وتحديث نموذج أعماله بشكل شامل وهو “بنك مربح للغاية”، مضيفًا أنه لا يوجد أساس للتكهن بشأن مستقبله.
انكشاف على العقارات
وأشارت “سي أن بي سي” إلى أن بعض المخاوف حول “دويتشه بنك” تركزت على انكشافه للعقارات التجارية في الولايات المتحدة واستثماراته الكبيرة في المشتقات.
ووفقًا للشبكة رفضت شركة الأبحاث “Autonomous”، التابعة لشركة “AllianceBernstein” الأمريكية للاستشارات المالية، الجمعة، هذه المخاوف باعتبارها “معروفة جيدًا وليست مخيفة للغاية”، مشيرة إلى “رأس المال والسيولة القوية للبنك”.
وقال الإستراتيجيان ستيوارت جراهام وليونا لي في مذكرة بحثية، إن “تصنيفنا الضعيف للسهم مدفوع ببساطة برؤيتنا بأن هناك قصص أسهم أكثر جاذبية في أماكن أخرى من القطاع المصرفي”. وأضافا: “ليست لدينا مخاوف بشأن جدوى دويتشه أو علامات الأصول.. لنكون واضحين تمامًا: دويتشه ليس بنك كريدي سويس التالي”، وفق تقديرهما.
وأشارت المذكرة، إلى أنه على عكس “كريدي سويس”، فإن دويتشه يعتبر “بنكا مربحا بشكل قوي”، إذ من المتوقع أن يحقق عائدًا بنسبة 7.1٪ لعام 2023، وحوالي 8.5٪ بحلول العام 2025.
3 أسباب لانهيار “كريدي سويس”
ووفقا لبنك “جي بي مورجان”، فإن انهيار “كريدي سويس” كان نتيجة “مزيج من ثلاثة أسباب” بما فيها “إخفاقات الحوكمة التي أدت إلى تآكل الثقة في قدرات الإدارة”، و”خلفية السوق الصعبة التي أعاقت خطة إعادة هيكلة البنك”، و”تركيز السوق الجديد والمكثف على مخاطر السيولة” في أعقاب انهيار “سيليكون فالي”.
وبحسب الشبكة لم يتمكن “جي بي مورجان” من تحديد ما إذا كانت تدفقات المودعين غير المسبوقة التي عانى منها البنك السويسري قد تراكمت من تلقاء نفسها في ضوء انهيار “سليكون فالي”، أو كانت مدفوعة بالخوف من تلك التدفقات الخارجة و “عدم الاقتناع بتأكيدات الإدارة”.
وقال البنك في مذكرة: “في الواقع، إذا كان هناك أي شيء قد يتعلمه المودعون من الأسابيع القليلة الماضية، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، فسيكون هذا هو المدى الذي سيذهب إليه المنظمون دائمًا لضمان حماية المودعين”.
وتابع: “مهما كان الأمر، فإن الدرس المستفاد للمستثمرين هنا واضح في النهاية، وهي أن الثقة هي المفتاح، سواء كانت مستمدة من خلفية السوق ككل أو من قدرة الإدارة على توفير المزيد من الشفافية لإجراءات السيولة”.
Comments are closed.