الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الموسيقى

لندن(عربي times)

بات الذكاء الاصطناعي حاضرًا في عالم الموسيقى، ويؤدي دورًا متناميًا في هذا المجال، لكن المعنيين يرون أن ثمة حاجة إلى تشريعات تنظم الاستعانة بهذه التكنولوجيا.

فعلى سبيل المثال، استخدمت المغنية ديلورانتيس جوقة مستحدثة بواسطة الذكاء الاصطناعي على خلفية صوتها، فيما أثارت فرقة “آلتا” (AllttA) الجدل مع شخصية رمزية صوتية تمثل المغني جاي زي.

ومع أن الذكاء الاصطناعي في المجال الموسيقي يُعتبر محركًا للإبداع، إلا أنه يطرح مشكلة لناحية تنظيمه.

وتشير كلاريس آرنو من اتحاد منتجي الفونوغرافيا الفرنسيين المستقلين إلى أن “الابتكارات التكنولوجية ساهمت في تطوير المجال الموسيقي، مما سيوسع نطاق الإمكانات والابتكارات”، مؤكدة ضرورة إخضاع أي تقنية لقواعد معينة.

ولجأت ديلورانتيس، وهي فنانة فرنسية تؤدي الموسيقى الإلكترونية، إلى تقنية الذكاء الاصطناعي، فيما تعمل حاليًا على الجزء الثاني من ألبومها “كلاسيكل فارييشنز” الذي تُسمع في أغانيه “جوقة افتراضية” ابتكرها القسم المعني بالتكنولوجيا في شركة “سوني” ومعهد “إركام” في باريس.

“كعازف جاز”

وتقول المغنية إن “جوقة الذكاء الاصطناعي تبدأ الغناء مستندة إلى صوتي الذي ينبثق منه 21 صوتًا، مع نبرة صوت وطريقة بالتنفس تتناسب مع أسلوبي الغنائي”.

وأضافت: “يمكنني أن أتوجه إلى الجوقة بالقول مثلًا (سانديني في نوتة الدو الصغيرة).. وأكون بذلك كعازف جاز يتفاعل مع موسيقيين آخرين”.

وتقول مؤلفة كتاب “الفنان والمجال الرقمي والموسيقى”، إميلي غونو، إن الذكاء الاصطناعي يعتبر في حالة المغنية ديلورانتيس “أداة للاستلهام”.

لكن ما هي الحدود التي لا ينبغي تخطيها فيما يخص استخدام الذكاء الاصطناعي؟

استعان ديفيد غيتا بالذكاء الاصطناعي لابتكار صوت مشابه لصوت مغني الراب إمينيم في إحدى حفلاته، إلا أن منسق الأسطوانات الشهير لم يطرح هذا العمل في السوق.

وأشار في حديث إلى “بي بي سي” إلى أنه رغب من خلال خطوته في “إطلاق نقاش يرمي إلى التوعية بموضوع الذكاء الاصطناعي”.

وأطلقت فرقة “آلتا” (AllttA) الفرنسية الأمريكية أخيرًا أغنية بصوت مزيف للمغني جاي زي، من خلال استخدام برنامج للذكاء الاصطناعي.

ولن تكون الأغنية ضمن ألبوم “آلتا” الجديد “كوريو” المنوي طرحه في الأسواق بتاريخ 12 أيار/مايو.

“خطوات تطرح مشكلة”

وفيما يخص التزوير، فثمة إجراءات قانونية معينة، لكن الاستفادة من عمل الآخرين أو سمعتهم بهدف تحقيق ثروات بالإضافة إلى انتهاك الحقوق الشخصية مسألتان تتسمان بتعقيد أكبر، بحسب لاش.

وتقول كلاريس أرنو: “بمجرد نسخ صوت أو لحن وجعله أبطأ أو أسرع، فهذا يطرح مشكلة، إذ نادرًا ما تتم استشارة صاحب الحقوق أو دفع مبلغ له عن عمله الأصلي”، مضيفة أن “ثمة عمل كثير ينبغي القيام به لتنظيم هذا المجال”.

ويلاحظ لاش أن “التكنولوجيا تتقدّم بوتيرة أسرع بكثير من القوانين”.

ولا يوجد ما يكفي من إمكانات الرصد والجهات الرقابية لإدارة أعداد الأعمال الكبيرة التي تنشر على المنصات الرقمية والبالغة نحو مئة ألف أغنية يوميًا.

وتقول إميلي غونو: “لست متشائمة كثيرًا بل واثقة من أن الوضع سيُستدرك قانونًا.. لكن حتى تحقيق ذلك، أَلَن تكون طريقة إنتاج الموسيقى قد تبدلت أصلًا؟”.

Comments are closed.