كاميرات سيارات “تسلا” تسجل لقطات حساسة

لندن (عربي times)

كشف تقرير نشرته وكالة “رويترز” للأنباء، بنسختها الإنجليزية، أن الكاميرات التي تزود بها شركة “تسلا” سياراتها تخترق خصوصية راكبي السيارات وتلتقط صورا ومقاطع “حساسة وحميمية” لهم.

ومما جاء على موقع الشركة المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية: “تؤكد تسلا لملايين مالكي السيارات الكهربائية أن خصوصيتهم مهمة للغاية بالنسبة لنا وستظل كذلك”.

وفيما يتعلق بالكاميرات تقول الشركة إن كاميرات سياراتها “مصممة من الألف إلى الياء لحماية خصوصيتك”.

وذكر التقرير أن 9 موظفين كشفوا أنه “بين عامي 2019 و 2022” شاركت مجموعات من موظفي “تسلا” بشكل خاص عبر نظام مراسلة داخلي مقاطع فيديو وصورًا (شديدة الانتهاك) تم تسجيلها بواسطة كاميرات سيارات العملاء.

والتقطت كاميرات سيارات “تسلا” أصحاب السيارات في أوضاع محرجة ومخلة أحياناً، ومرعبة أحياناً أخرى، بحسب الموظفين، حيث التقطت الكاميرات تفاصيل حوادث مروعة على الطرقات.

وأظهر مقطع فيديو في عام 2021 سيارة “تسلا” تسير بسرعة عالية في منطقة سكنية تصطدم بطفل يركب دراجة، حيث طار الطفل في اتجاه والدراجة في اتجاه آخر، وانتشر المقطع بين موظفي الشركة “كالنار في الهشيم”.

وتنص “تسلا” في “إشعار خصوصية العميل” على الإنترنت على أن “تسجيلات الكاميرا تظل مجهولة المصدر وليست مرتبطة بك أو بمركبتك”.

الأسوأ من ذلك

وفي معرض كشفهم لتفاصيل الفضيحة، أكد موظفون سابقون أن برنامج الكمبيوتر الذي استخدموه في العمل يمكن أن يظهر موقع التسجيلات الملتقطة، وهو ما يكشف مكان إقامة مالك سيارة “تسلا”.

وكشف موظف سابق أيضًا أن بعض التسجيلات التقطت عندما كانت السيارات متوقفة ومطفأة، موضحاً أنه قبل عدة سنوات كانت “تسلا” تتلقى تسجيلات فيديو من سياراتها حتى عند إيقاف تشغيلها.

وقال موظف سابق آخر: “يمكننا أن نرى داخل مرائب (كراجات) الناس وممتلكاتهم الخاصة”.

حتى إيلون ماسك

وقبل حوالي 3 سنوات، عثر بعض الموظفين على مقطع فيديو لمركبة فريدة نادرة Lotus Esprit يمتلكها الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك اشتراها في مزاد في عام 2013 مقابل 968 ألف دولار تقريبًا.

وليس معروفاً ما إذا كان إيلون ماسك على علم بالتقاط مقطع سيارته التي كانت متوقفة في مرآب منزله، ومشاركته بين الموظفين أم لا.

وتقول “رويترز” إنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت مشاركة التسجيلات، التي حدثت في “تسلا” العام الماضي، مستمرة حتى اليوم أو مدى انتشارها.

وتوضح مشاركة مقاطع الفيديو الحساسة إحدى الميزات الأقل شهرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي: فهي تتطلب غالبًا جيوشًا من البشر للمساعدة في تدريب الآلات على تعلم المهام الآلية مثل القيادة.

تدريب وتسريب

منذ عام 2016 تقريبًا، وظفت “تسلا” مئات الأشخاص في إفريقيا والولايات المتحدة لاحقًا لتسمية الصور لمساعدة سياراتها على تعلم كيفية التعرف على المشاة وعلامات الشوارع ومركبات البناء وأبواب المرآب والأشياء الأخرى التي يتم مواجهتها على الطريق أو في منازل العملاء.

ولتحقيق ذلك، تم منح واضعي البيانات إمكانية الوصول إلى آلاف مقاطع الفيديو أو الصور المسجلة بواسطة كاميرات السيارات التي يمكنهم مشاهدتها وتحديد الأشياء.

وتباينت ردود أفعال الموظفين السابقين فمنهم من اعتبر ذلك “انتهاكاً للخصوصية” رآه أخر “أمراً عادياً للتسلية”.

وقال موظف سابق: “لطالما كنت أتحدث أنني لن أشتري سيارة تسلا أبدًا بعد أن رأيت كيف يعاملون بعضًا من هؤلاء الأشخاص”.

وقال آخر: “أنا منزعج من ذلك لأن الأشخاص الذين يشترون السيارة، لا أعتقد أنهم يعرفون أن خصوصيتهم (غير محترمة)… يمكننا رؤيتهم يغسلون الملابس وأشياء (حميمة) حقًا. يمكننا أن نرى أطفالهم”.

Comments are closed.