واشنطن( times)
أثار حديث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تقديم “إطار أمني” لأوكرانيا على غرار إسرائيل، تفسيرات متعددة بشأن توجهات الولايات المتحدة بعيدة المدى للتعاطي مع الحرب في أوكرانيا.
وجاء حديث بايدن عن الإطار الأمني في تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN) الأحد الماضي، بينما كان الرئيس الأوكراني يضغط في اتجاه دعوة بلاده إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي، في قمته بلتوانيا.
وتباينت التحليلات بشأن “الإطار الأمني” الذي قصده الرئيس الأمريكي، في حين ذهب بعض المعلقين إلى أن جو بايدن قد يكون أساء التعبير؛ بسبب “ضعف لياقته الذهنية”.
ولا ترتبط الولايات المتحدة باتفاقية دفاع مشترك مع إسرائيل، كما هو الحال مع دول حلف شمال الأطلسي، لكن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب لها وضع يتجاوز الأنماط التقليدية.
وكان جون كينيدي قد عبر عام 1962 عن قوة تلك العلاقات حين قال إن للولايات المتحدة علاقة خاصة مع إسرائيل لا تقارن إلا بالعلاقة ببريطانيا، وسار الرؤساء من بعده على هذا المفهوم مؤكدين على فكرة “الرابطة غير القابلة للكسر” بين البلدين.
تحليلات متباينة
وذهب بعض المحللين إلى أن الرئيس الأمريكي لا يقصد إطلاقا وضع العلاقة مع أوكرانيا في مكانة علاقات بلاده بإسرائيل، وإنما أراد فقط التعبير عن التزامه العميق بمساعدة كييف ضد موسكو.
وأشاروا إلى أن خطاب بايدن كان هدفه الأساسي “احتواء رغبة الرئيس الأوكراني الجامحة في الانضمام الفوري للناتو، وهو ما يعني دخول الحلف في حرب مباشرة مع روسيا، الأمر الذي تعمل واشنطن على تجنبه”.
وبهذا الموقف قدم الرئيس الأمريكي لزيلينسكي تطمينات، وأرسل رسالة للخصوم خاصة روسيا والصين، بأنه مستعد للدفاع عن مصالح بلاده باستماتة، وفي الوقت نفسه تجنب اتخاذ موقف تصعيدي لا يمكن الرجوع عنه.
واعتبرت خبيرة الشؤون الأمنية، لينا فيكس، خلال ندوة في مجلس العلاقات الخارجية أن بايدن “لم يقصد مجرد تقديم دعم أمريكي، بل إطار أوسع يضم مجموعة السبع، ويوفر الدعم لأوكرانيا في عدة مجالات”.
وأعلن قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى: (كندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان) عن برنامج لدعم أوكرانيا على المدى الطويل، من خلال التمويل العسكري والاقتصادي والإنساني.
استحالة موضوعية
ويمكن القول إن الرئيس الأمريكي، لو أراد منح وضع لأوكرانيا مع بلاده مشابه لوضع إسرائيل فقد لا يستطيع، إذ لا تُجمع النخب الأمريكية من الحزبين على دعم أوكرانيا، بالقدر نفسه الذي تؤيد به إسرائيل.
وقد أبدت شخصيات من الحزب الجمهوري تحفظات على المساعدات التي تقدمها إدارة بايدن لأوكرانيا، بينما يعتبر دعم إسرائيل من الثوابت في توجهات الحزبين، حيث ترى النخب السياسية الأمريكية أنه الضمانة الأساسية لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا منذ اندلاع الصراع في الرابع والعشرين من فبراير 2022، عتادًا عسكريًا متنوعًا، تجاوزت قيمته 41 مليار دولار، فضلا عن التدريب والمساعدة الاستخباراتية.
Comments are closed.