زاد الإنفاق بواسطة بطاقات الائتمان الشخصية في بريطانيا بنسبة 5.4% الشهر الماضي، بينما شهد التسوق بواسطة البطاقات في محلات البقالة ارتفاعا كبيرا بواقع 9.5%، وهو النمو الاعلى منذ عامين، رغم التضخم الواضح في أسعار المواد الغذائية، وفقا لتقرير صحيفة “التايمز” البريطانية.
ووفقا لأرقام وبيانات بنك (باركليز) في بريطانيا، فإن 67% من المتسوقين من محلات “السوبرماركت” قالوا إنهم يبحثون عن وسائل لخفض قيمة مشترياتهم الأسبوعية، بينما يسعى ما نسبته 32% منهم، للحصول على عروض وتنزيلات على أسعار السلع.
يقبل المتسوقون أيضا على شراء المواد والسلع ذات (الملصق الأصفر) التي تباع بأسعار مخفضة نظرا لاقتراب انتهاء مدة صلاحيتها.
يأتي ذلك وسط قلق الكثيرين مما يعرف بالانكماش المستند إلى التضخم؛ وهو تقليص حجم السلعة أو سعتها مع إبقاء سعرها على حاله، على إثر ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وكرد فعل على الانكماش المستند إلى التضخم، يقوم 29% من المتسوقين بشراء منتجاتهم المفضلة على نحو أقل من السابق، بينما تحول ما نسبته 18% منهم إلى شراء حاجياتهم من ماركات وعلامات تجارية أخرى لم تقم بتغيير حجم منتجاتها.
إلى ذلك، يجد 37% من زبائن محلات السوبرماركت نقصا في توفر المنتجات خصوصا السلع الاساسية مثل البيض والمواد الطازجة والأغذية المعلبة، والتي تكاد تكون غير متوفرة في أغلب الاوقات. بينما يقول 20% من الزبائن إن محال السوبرماركت لا تعرض أو تقدم أي منتجات جديدة لزبائنها .
كما لوحظ ارتفاع الإنفاق في مراكز التسوق التي تقدم خصومات للزبائن، بمعدل (8.8%) في شهر حزيران الماضي، وهي الزيادة الأكبر منذ أبريل 2021.
الجو الحار أيضا شجع البريطانيين على التسوق لشراء ملابس الصيف، وارتياد البارات والحانات. وهو ما رفع قيمة الإنفاق إلى 8.4%.
في المقابل، انخفض الإنفاق على المطاعم إلى أدنى مستوى له منذ شهر يناير الماضي، وبلغ معدل الانخفاض 8.4% في وقت بدأ فيه الكثير من البريطانيين تقليص تناول وجباتهم في المطاعم، لتعويض الارتفاع في قيمة فواتير الإنفاق العائلية.
يقول بنك (باركليز) إن الكثير من مستخدمي البطاقات الذين قللوا من إنفاقهم على المطاعم، تحولوا إلى المحلات المتخصصة في المشروبات والأطعمة مثل محلات الجزارين والبقالة. وعندما يذهب الناس إلى المطاعم، فغالبا ما يختارون تناول المقبلات والحلويات فقط، وذلك لتوفير المال.
أما الانفاق على الملابس، فيشهد أعلى نمو له منذ عام تقريبا، حيث درجات الحرارة المرتفعة تشجع المتسوقين على شراء أزياء صيفية جديدة.
وأيضا المبيعات المتعلقة بتجهيزات المنازل والحدائق، تشهد أول نمو لها منذ عامين بسبب الجو المشمس الذي يعد عاملا مشجعا للناس لترتيب منازلهم وحدائقهم.
موازاة مع ذلك، أدى تضاؤل تأثير جائحة كورونا، إلى تجدد الإنفاق على العطلات في الخارج، حيث ارتفعت حجوزات شركات الطيران لأكثر من 33%.
المدير في بنك باركليز “ايسمي هاروود” قال إن هذه الأرقام التي أخذت استنادا إلى بيانات بطاقات الصراف الآلي للمستهلكين سواء البطاقات الائتمانية أو بطاقات المدين (الديبت كاردز)، تبين أن الناس دخلوا بقوة إلى موسم الصيف.
ارتفعت ايضا مبيعات التجزئة في بريطانيا الشهر الماضي، حيث اسهم الجو الحار في زيادة الانفاق على كريمات تسمير البشرة، وملابس السباحة واطعمة الشواء .
خبراء مصرفيون وماليون في بريطانيا يقولون إن التضخم في أسعار السلع الغذائية ما زال يؤثر سلبا على قدرة المستهلكين على شراء السلع غير الأساسية، فقد قدر معدل التضخم في أسعار الأطعمة والمشروبات غير الكحولية بـ 18.4% في مايو الماضي، حسبما أظهرت بيانات رسمية.
المصدر: “ذا تايمز”
Comments are closed.