ما حقيقة لقاء “الاسد باردوغان” قريباً؟

لندن (عربي times)

استبعد الرئيس السوري بشار الأسد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من دون شروط مسبقة كما تطالب أنقرة. وقال الأسد في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”: “من دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً؟!.”

وأضاف الأسد “نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان”.

وتابع الأسد: الإرهاب في سوريا هو صناعة تركية، “جبهة النصرة”، “أحرار الشام” هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا.

ويأتي موقف الأسد ليؤكد تعثر مسار المصالحة بين الجارين اللدودين، بعد أشهر من التصريحات المتفائلة، واللقاءات بين مسؤولي البلدين برعاية روسية.

وكانت تقارير صحافية في وسائل إعلام قريبة من الحكومة التركية، قد ذكرت أن لقاء أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد سيكون مطروحاً على أجندة زيارة من المحتمل أن يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا خلال آب/ أغسطس الحالي.

وتتوسط روسيا منذ فترة طويلة لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ورعت اتصالات لأجهزة المخابرات، تطورت إلى لقاءات بين وزراء الدفاع والخارجية ووضع خريطة طريق للتطبيع بالاتفاق مع تركيا وسوريا وإيران.

لكن هذا المسار يصطدم بتمسك دمشق بانسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وهو ما ترفض تركيا مناقشته في الوضع الراهن وتؤكد أنه خط أحمر من أجل ضمان أمنها، معتبرةً أن وجودها العسكري “ضمانة لوحدة الأراضي السورية”.

الفتيح: مسار المصالحة السوري التركي يدخل حالة “غيبوبة”

الباحث والكاتب السوري، د.محمد صالح الفتيح، المقيم في لندن، قال، إن مسار المصالحة السوري-التركي اكتسب زخماً كبيراً ربيع هذا العام مع اقتراب الانتخابات العامة في تركيا، وتنافس المعارضة والحكومة التركية في إثارة ملف اللاجئين السوريين وعودتهم لسورية وما يتطلبه ذلك من حوار مع الحكومة السورية.

إلا أن العقد المحيطة بهذا الملف – خصوصاً تعقيدات الوضع في شمال شرق سورية – أبطأت تقدم مسار المصالحة والذي فقد زخمه بشكل واضح مع فوز الحكومة التركية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفقا للباحث فتيح.

ويرى فتيح أن تصريحات الرئيس التركي، في 17 تموز/ يوليو، حول عدم إمكانية سحب القوات التركية من سوريا، ونفي الرئيس السوري، أمس، لإمكانية اللقاء مع أردوغان إلا بعد إكمال هذا الانسحاب، تمثل إعلاناً فعلياً لدخول مسار المصالحة السوري-التركي حالة غيبوبة.

وقال الباحث السوري إنه “على المدى المنظور، من المرجح أن تزايد الاهتمام الأمريكي بالشرق السوري وتحسن العلاقات الأمريكية-التركية – مع إقرار تركيا لانضمام السويد لحلف الناتو – سيضعف بشكل أكبر من احتمالات تعاون دمشق وأنقرة وسيزداد احتمال توصل واشنطن وأنقرة لتفاهمات حول شمال شرق سوريا والملف الكردي وغيره، بينما يرجح أن تتابع دمشق “لعبة الانتظار”.

بلال: دمشق وضعت جدول أعمال وليس مجرد مطالب

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي السوري مازن بلال يرى في تعليق، أنه “رغم أن الأسد لم يقدم جديداً في مسألة العلاقة مع تركيا، لكنه في المقابل أوضح آلية تعامل دمشق مع هذا الملف”.

وفقاً للكاتب السوري يمكن ملاحظة عدة نقاط، أولها أن الحديث التركي عن عدم وجود شروط مسبقة” يقابله “جدول أعمال” من الجانب السوري، فصحيح أن المطالب السورية تبدأ من الانسحاب التركي، لكن مسألة جدول الأعمال تعني تفكير دمشق بـ”عملية” للانسحاب، وليس مجرد مطالب مجردة يجب تنفيذها.

النقطة الثانية حسب بلال هي أن الرئيس السوري قدم تعقيدات العلاقة مع تركيا حتى من الجوانب الإنسانية ولو بشكل غير مباشر عند حديثه عن عودة اللاجئين والصعوبات المطروحة في هذا الملف، بينما هناك حديث من قبل أنقرة عن برنامج تنفيذي لهذا الأمر وذلك في تجاوز واضح لهذا الملف الذي يمكن اعتباره إقليمياً.

وقال الكاتب السساسي السوري إن الرئيس السوري كان واضحاً في أن لقاءه بأردوغان ليس غاية بذاتها، فالمسألة مرتبطة بـ”عملية” إنهاء الأزمة، وذلك بغض النظر عن رغبة الأطراف بما فيها الروسي والإيراني بتسريع تحرك ملف العلاقات السورية – التركية.

وختم بلال بالقول إن “هناك واقعية سياسية ظهرت في حديث الأسد، وخاصةً في مسألة العلاقة مع تركيا، فهناك على ما يبدو “إدارة أزمة” من روسيا لهذا الملف أكثر من كونها تصفية للأزمة، والتركيز من موسكو هو على ترتيب الملفات المرتبطة بالعلاقات، ومنع التصعيد وذلك في ظل تأرجح الموقف التركي ما بين موسكو وعضويته في الناتو ، نقلاعن ارم نيوز .

Comments are closed.