مرة أخرى ،وبعد خمسين عاما على عملية العبور والتي تم بموجبها اقتحام خط بارليف يفاجيء المقاومون الابطال من فصائل المقاومة في قطاع غزة العالم ، بعملية نوعية كبرى لربما سوف تغير قواعد الاشتباك ،مابين الشعب الفلسطيني المتمثل بفصائل المقاومة والكيان الغاصب والذي لم يستفق قادة الكيان الصهيوني ،حتى هذه اللحظة من هول الصدمة الى الان .
وهم في حالة تخبط لا مثيل له ، منذ إعلان كيانهم المزعوم والى اليوم ،حيث أن “حماس والقسام” امتلكلا مرتكزات النصر الثلاثة ،الجهد الاستخباري، حيث استطاعت فصائل المقاومين من تضليل الكيان الغاصب ،ولم تمتلك اقوى قوة استخبارية على وجه الارض من معرفة التحركات التي كانت تقوم بها فصائل المقاومة .
وقد أخذت زمام المبادرة، وانطلقت بعملية تجاوزت بها مسافات كبيرة ، ربما تصل إلى خمسة وعشرون كيلومتر في عمق العدو أو ما يسمى بغلاف غزة، حيث استطاعت وبعملية خاطفة من الوصول إلى تسعة مستوطنات صهيونية، تمتد على مساحة تسعين كيلو متراً، مستخدمة تقنيات جعلت العدو لا يعي ما يقوم به.
حيث امتلكت فصائل المقاومة الأرض والبحر والسماء ،وكذلك،امتلكت اهم ورقة استطاعت من خلالها تفتيت صفوف العدو، وإرسال رسالة للجميع بل للقاصي والداني، أن الكيان الصهيوني، نمر من ورق حيث،استطاعت أن تعطل ماكنته الاعلامية لتحل ماكنة المقاومة الاعلامي ،محل جميع المؤسسات الكبرى، والتي تمتلك كل المقومات اليوم ينظر الجميع إلى ما يصدر من حماس من توثيق مدروس لكافة التحركات العسكرية ،والتي قامت بها خلال هذه العملية الخاطفة والتي سوف تدرس في جميع الأكاديميات العسكرية والإعلامية.
هذه العملية والتي أخفت حماس جميع التحضيرات لها، تذكرنا بالعملية الخاطفة والتي قام بها الجيش الألماني من اجل اقتحام خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية ،ولربما يسأل سال حول ردود الفعل الصهيونية ،وانا أجزم أن الإخوة في الفصائل لديهم خطة لا تقل أهمية عن خطة الاجتياح التي قاموا بها، حيث تم أسر عدد كبير من جنود الاحتلال ونقلهم على وجه السرعة إلى أماكن سوف تؤمن لهم قوة ضاغطة على الجانب الصهيوني ،من أجل تغيير موازين القوى، بينهم .
لقد أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينية،أن العبرة بالعقيدة الراسخة والتي بذلت من أجلها الدماء السخية،لترسيخها في ذهنية الشباب الفلسطيني المقاوم وليس بحجم ونوعية وتقنية السلاح اليوم وبوسائل وتقينات بكل تاكيد،لا ترقى إلى ما موجود في يد العدو ،استطعنا تحقيق نصر سوف يسطره التاريخ بأحرف من نور حتى وإن انقسم العالم ،وهذا ديدنه ما بين مؤيد لا يصرح برأيه ومعارض.
وبين من يحاول أن يكون في المنطقة الرمادية ،نقول إن من كان يعول على الكيان الصهيوني في تحقيق توازن في منطقة الشرق الأوسط، ودفع بعض الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع هذا المسخ،فإن المقاومة أسقطت هذه الورقة بيد من كان يغالي،في أهميتها وإمكانية صناعة سلام الشجعان، كما كان يطلقه عليه اليوم المقاومة من لها الدور الأكبر في حسم الأمور ،وإعادة كتابة المصطلحات والتي سوف تلزم الجميع من الانحناء لها والقبول، بها حتى وإن عقد الكابنيت الصهيوني مجلسه البائس، نحن نقول اننا مع خط المقاومة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في دولته الكبرى وعاصمته القدس الشريف .
د. عائد الهلالي
العراق
Comments are closed.