اراد البعض أن يخفف من لهجته تجاه خطاب السيد حسن، وقال: إن الخطاب لم يرتق لما كانت تتوقعه الجماهير والمهتمين به، في جميع أرجاء المعمورة ، من أجل توجيه رسالة قوية لا بل إن البعض كان ينتظر البيان الاول لاندلاع الحرب مع الكيان الصهيوني، وان أسلحة الحزب سوف تنطلق حال انتهاء الخطاب من أجل وقف ألاعمال العدائية تجاه غزة وشعبها.
والان، وبعد أن خفت حالة الضغط التي وضعنا تحتها منذ ايام ننتظر بلهفة، ما سوف يقوله زعيم المقاومة سوف نحاول قراءة الخطاب مرة ثانية ولكن من زاوية أخرى .
اولا… لقد استطاعت الماكينة الإعلامية للمقاومة مرة أخرى من أن تسحب البساط من تحت اقدام أعتى واكبر المؤسسات الإعلامية الغربية، وجعلتها تفقد ريادتها مرة أخرى عندما قامت بعرض فيديو صغير لسماحة السيد مع موعد لكلمة ،سوف يقوم بالقائها وهذا ما جعل سكان الكوكب ينتظر بفارغ الصبر لحظة قراءة الكلمة، وبذلك سوقت المقاومة ماتريد خلال هذه الفترة والتي ارتبط بها المشاهد الغربي قبل العربي بالقنوات المقربة من محور المقاومة، وبالتالي وصلت مظلومية الشعب الفلسطيني بأوضح صورة.
ثانيا… لقد خاطب سماحة السيد، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، باعتبارهم الخصم وليس هذا الكيان اللقيط القزم، والذي أسقطت أسطورة جيشه بقوة من ألف مقاتل ودعا الامريكان بلجم تصرفات قادة الكيان المنهار ،وإلا فإن الأمور من الممكن أن تتطور إلى أبعد من غزة.
ثالثا… الإحباط الذي أصاب الشارع العربي نتيجة عدم قدرته على فهم وقراءة الخطاب، بشكل متفحص وعارفاً بالأمور هو الذي جعل سماحته يقول كملته المشهورة، بوضوح وغموض في وقت واحد، اي أننا من الممكن معرفة ظاهر القول ،لكن علينا أن نعي وندرك ما موجود ما بين السطور.
رابعا… غزة يجب أن تنتصر وهذا التصريح وحده كفيل ،بأن يفهم أن هنالك خطوط حمراء، ما ان يتم تجاوزها حتى تبدأ المعركة الكبرى، والتي سوف ينخرط فيها جميع أبناء المقاومة المدني بالمدني.
خامسا… لم يكن كلام سماحته، عن عدم علمه بما جرى هو ما دعا أن لا يكون خطابه بلغة أكثر قوة بل على العكس تماما ،أراد أن يقول إن استقلالية القرار لمفاصل محور المقاومة يدلل على أن هنالك قيادات قد تمت صناعتها خلال الفترة الماضية، قادرة على أن تتوفق بأذن الله تعالى ،في اتخاذ قرارات مصيرية كبرى بعيد عن قادة محور الممانعة.
سادسا … اللغة التي تحدث بها سماحة السيد ،تربك الوضع داخل معسكر الاستكبار العالمي ،عما يجول في داخل ذهن سماحته ،وماذا يخطط ولربما هو نوع من استراتيجيات الاستدراج سوف تجعل العدو في حالة من التخبط الشديد تجاه مستقبل تحركات الحزب؟، لا، بل أنه سوف لن يستطيع قراءة الأحداث بشكل دقيق .
د. عائد الهلالي
العراق
Comments are closed.