لندن (عربي times)
يعد الشحن اللاسلكي أمرًا مريحًا للغاية، ولكن رغم سهولة استخدامه، لا تزال هناك مخاوف من اعتماده؛ إذ تكشف نظرة سريعة على الإنترنت أن الناس غالبًا ما يشعرون بالقلق من الشحن اللاسلكي؛ لأنه يقلل من عمر البطارية.
طريقة عمل الشحن اللاسلكي
يستخدم الشحن اللاسلكي للهواتف الذكية، من خلال الحث الكهرومغناطيسي لنقل الطاقة الكهربائية من الشاحن إلى الهاتف الذكي.
والحث الكهرومغناطيسي هو ظاهرة يُنتج من خلالها المجال المغناطيسي سريع التغير طاقة كهربائية في حلقة مغلقة تتفاعل مع المجال المغناطيسي، ولكي يعمل الشحن اللاسلكي، فإن المستخدم يحتاج إلى هاتف يدعم هذه التقنية، وشاحن لاسلكي متوافق.
عند وضع الهاتف الذكي على الشاحن، يتفاعل المجال المغناطيسي سريع التغير مع الملف النحاسي داخل الهاتف الذكي، ما يؤدي إلى توليد تيار كهربائي يشحن البطارية، ولكي يعمل الشحن اللاسلكي، يجب أن تتم محاذاة الملفات النحاسية بين الهاتف والشاحن.
وإذا فشلت بوضع هاتفك الذكي على اللوحة بشكل صحيح، فسيتم شحنه ببطء، أو لن يتم شحنه على الإطلاق، وأحد الحلول هو فرض محاذاة الملفات النحاسية بين الهاتف والشاحن عبر مغناطيس لضمان تحديد الموقع الأمثل.
تأثيره على دورات شحن البطارية
لا يؤثر الشحن اللاسلكي على دورات شحن البطارية أكثر من الشحن السلكي العادي، إذ إن دورات شحن البطارية لا علاقة لها بشكل الشحن الذي تستخدمه، ويتعلق الأمر فقط بتكرار الشحن.
وفي حال شحن الهاتف مرات عدة في اليوم، بغض النظر عن التقنية المستخدمة، يمكن ملاحظة الانخفاض الكبير في دورات شحن البطارية المتبقية.
ببساطة، لن يضر الشحن اللاسلكي بطارية الهاتف، لكن الأهم هو عدم إسقاط الهاتف الذكي على لوحة الشحن عندما تنخفض البطارية بضع نقاط مئوية؛ لأن الشحن المستمر سيضر بطارية الهاتف الذكي.
هل الشحن اللاسلكي أقل كفاءة؟
وجدت الاختبارات أن الشحن اللاسلكي يستخدم، في المتوسط، طاقة أكثر بنسبة 47٪ من الشحن السلكي، لكن لن تتم ملاحظة تسجيل استهلاك الطاقة الإضافي في فواتير الطاقة.
وإذا تحول جميع مستخدمي الهواتف الذكية في العالم إلى الشحن اللاسلكي، فسيتطلب الأمر بناء حوالي 73 محطة صغيرة الحجم لتوليد الطاقة على مستوى العالم، ما سيكون له تأثير بيئي كبير، بمعنى آخر، لن يكون التحول العالمي إلى الشحن اللاسلكي مثاليًا.
تأثيره على صحة البطارية
يمكن لإبقاء الهاتف مشحونًا بالكامل أن يضع البطارية تحت ضغط متزايد، ما يؤدي إلى تدهورها بشكل أسرع، لذلك، فإن الشحن الجزئي خلال اليوم أفضل لعمر البطارية.
ويشير العلم إلى أنه من الناحية المثالية، يجب أن تظل بطارية الهاتف بين 20% و80% كلما أمكن ذلك، وهذا يعني تجنب الشحن الكامل لهاتفك الذكي أو تفريغه بالكامل.
ويدرك المصنعون هذا الأمر، وحددوا خيار تحديد الحد الأقصى لشحن البطارية عند 80 % لشركة أبل و85 لشركة سامسونغ، كما أن هناك طرقا أخرى يمكن من خلالها تغيير عادات الشحن لتحسين عمر بطارية هاتفك الذكي.
وهناك تأثير سلبي متأصل للشحن السلكي السريع على البطاريات؛ بسبب كمية الحرارة الزائدة التي ينتجها، على سبيل المثال، تستخدم جميع تقنيات الشحن السريع تقريبًا سرعة الشحن القصوى لشحن البطارية إلى 50% في أقل وقت ممكن، ثم تنخفض سرعة الشحن بشكل كبير لشحن الباقي، وذلك لمنع الحرارة الزائدة من إتلاف البطارية.
هل الشحن اللاسلكي سيىء لهاتفك؟
لا يضر الشحن اللاسلكي بطارية الهاتف، وهذا مفهوم خاطئ شائع وغير صحيح، فالأشخاص الذين يعتقدون أن الشحن اللاسلكي يضر بطارية الهاتف الذكي يشيرون إلى أن الشحن اللاسلكي يولد حرارة أكثر من الشحن العادي، ما قد يضع البطارية تحت ضغط أكبر.
وفي حين أن هذا صحيح إلى حد ما، إلا أن الحرارة الناتجة عن الشحن اللاسلكي يمكن التحكم فيها بواسطة الهاتف الذكي، ويجب ألا تلحق الضرر بالبطارية.
ولحسن الحظ، فإن معايير الشحن اللاسلكي مثل Qi لديها إرشادات صارمة لهذه المشكلة؛ إذ يجب على أي شاحن لاسلكي مؤهل معتمد من Qi أن ينظم سرعة الشحن لإدارة الحرارة، وإذا اكتشف الشاحن اللاسلكي وجود حرارة زائدة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل سرعات الشحن، لذلك سيظل الهاتف آمنًا.
باختصار، رغم أن الشحن اللاسلكي ينتج حرارة أكثر قليلاً من الشحن السلكي العادي، إلا أنه ليس سيئاً للهاتف.
Comments are closed.