لندن (عربي times)
مع ازدياد قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، أصبح من الأسهل والأرخص بالنسبة للمحتالين إنشاء أصوات مزيفة مقنعة لأشخاص معينين، بحيث يتم تدريب هذه النسخ على المقاطع الصوتية للكلام البشري، ويمكن تعديلها لتقليد أي شخص تقريبًا.
تتحسن أدوات الذكاء الاصطناعي باستنساخ أصوات الأشخاص، ويستخدم المحتالون هذه القدرات الجديدة لارتكاب عمليات الاحتيال. ويمكن لأحدث الموديلات التحدث بالعديد من اللغات، لذلك قد تطال مخاطرها جميع بلدان العالم تقريبًا.
سيناريو محتمل
فلنتخيل هذا السيناريو. تجيب على مكالمة عشوائية من أحد أفراد العائلة، وهو يشرح بلا هوادة كيف وقع حادث سيارة مروع وهو بحاجة إليك لإرسال الأموال الآن، وإلا سيذهب إلى السجن. ويمكنك سماع اليأس في صوته وهو يطالب بتحويل نقدي فوري. وعلى الرغم من أن الصوت يبدو مثل ذلك الشخص بالتأكيد، وأن المكالمة جاءت من رقمه، إلا أنك تشعر وكأنه هناك خطأ ما. لذلك، تقرر إنهاء المكالمة والاتصال به على الفور. وعندما يرد على مكالمتك، يقول إنه لم يكن هناك أي حادث سيارة، وليس لديه أي فكرة عما تتحدث عنه. حسنًا، بهذا التصرف نجحت في تجنب مكالمة احتيالية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
تجنب التعرض للاحتيال
على الرغم من أن تهديد عمليات الاحتيال المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يكون مخيفًا، إلا أنه يمكنك البقاء آمنًا من خلال وضع بعض النصائح في الاعتبار، في المرة التالية التي تتلقى فيها مكالمة عاجلة وغير متوقعة.
معاودة الإتصال: من السهل جدًا على المحتالين إظهار المكالمة كما لو كانت واردة من رقم هاتف شرعي. وفي كثير من الأحيان، ينتحل المحتالون الرقم الذي يتصلون بك منه، ويجعلونه يبدو وكأن من يتصل بك هو الوكالة الحكومية أو البنك، لذلك عليك أن تكون استباقيًا. فسواء كان ذلك من البنك الذي تتعامل معه أو من أحد أفراد أسرتك، ففي أي وقت تتلقى فيه مكالمة تطلب أموالًا أو معلومات شخصية، قم بالمضي قدمًا واطلب معاودة الاتصال بهم.
إنشاء كلمة سرية آمنة: من النصائح الشائعة هي صياغة كلمة آمنة لا يعرفها أحد سواك أنت وأحبائك، والتي يمكنك طلبها منهم عبر الهاتف لتأكيد الهوية. بمعنى آخر يمكنك التفاوض مسبقًا مع أحبائك بشأن كلمة أو عبارة يمكنهم استخدامها لإثبات هويتهم الحقيقية، إذا كانوا في حالة إكراه. وعلى الرغم من أن معاودة الاتصال أو التحقق عبر وسيلة اتصال أخرى هو الأفضل، إلا أن الكلمة الآمنة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للصغار أو الأقارب المسنين الذين قد يصعب الاتصال بهم بطريقة أخرى.
وإذا لم يكن لديك كلمة آمنة وتحاول معرفة ما إذا كانت المكالمة المؤلمة حقيقية، توقف للحظة واطرح سؤالاً شخصيًا لا يعرف إجابته سوى الشخص الذي يدعي إنك تتحدث إليه. وتأكد من أن السؤال محدد بدرجة كافية بحيث لا يتمكن المحتال من الإجابة بشكل صحيح عبر تخمين مدروس.
فهم أي صوت يمكن تقليده: لا تقتصر عملية استنساخ الصوت العميق على المشاهير والسياسيين فقط. فما لا يدركه الناس هو أنه باستخدام ما لا يقل عن 5 إلى 10 ثوانٍ من صوتك، ربما قد تكون وضعته على “TikTok أوYouTube” ، يمكن بسهولة إنشاء نسخة من صوتك. وباستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، قد تكون رسالة البريد الصوتي الصادرة على هاتفك الذكي كافية لتكرار صوتك أيضًا.
لا تستسلم للنداء العاطفي: سواء كان ذلك عملية احتيال أو مكالمة هاتفية تعمل بالذكاء الاصطناعي، فإن المحتالين ذوي الخبرة قادرون على بناء ثقتك بهم والعثور على نقاط الضعف لديك. لذلك كن حذرًا من أي تفاعل تشعر فيه بشعور شديد بالعاطفة؛ لأن أفضل المحتالين ليسوا بالضرورة فقط أكثر المتسللين التقنيين مهارة، فالكثير منهم لديه فهم جيد للسلوك البشري. وإذا أخذت لحظة للتفكير في موقف ما وامتنعت عن التصرف باندفاع، فقد تكون هذه هي اللحظة التي تتجنب فيها التعرض للاحتيال.
Comments are closed.