لم تختلف التصريحات الغربية بإدانتها للهجوم الدامي في مبنى “كروكوس سيتي هول”، لكن الأبعد من هذه الإدانات تلك التصريحات الأوروبية التي تحدثت عن ضرورة التعاون مع روسيا في الملف الأمني المعني بالإرهاب.
وكان هجوم استهدف يوم الجمعة الماضي مبنى “كروكوس سيتي هول”، في ضواحي موسكو، وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
واللافت أن أول من اقترح تعاوناً كهذا، هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعتبر الأكثر تشددًا بين القادة الغربيين إزاء العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حربه على أوكرانيا، إذ اقترح ماكرون زيادة التعاون مع روسيا بعد هجوم موسكو.
إلى ذلك، أعلن متحدث مفوضية السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، بأن الاتحاد الأوروبي أوقف التعاون مع روسيا في مجال الأمن بسبب الصراع في أوكرانيا، لكنه لم يستبعد استئنافها إذا كان هناك طرح منطقي لهذا التعاون، على حد قوله.
وتباينت آراء الخبراء الروس الذين حاورتهم “إرم نيوز”، حول آفاق وجود تعاون روسي غربي، حيث رأى البعض أن هذا التعاون هو البداية لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، فيما استبعد آخرون أن يتعدى سقف هذا التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية لا أكثر.
لم تختلف التصريحات الغربية بإدانتها للهجوم الدامي في مبنى “كروكوس سيتي هول”، لكن الأبعد من هذه الإدانات تلك التصريحات الأوروبية التي تحدثت عن ضرورة التعاون مع روسيا في الملف الأمني المعني بالإرهاب.
وكان هجوم استهدف يوم الجمعة الماضي مبنى “كروكوس سيتي هول”، في ضواحي موسكو، وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
واللافت أن أول من اقترح تعاوناً كهذا، هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعتبر الأكثر تشددًا بين القادة الغربيين إزاء العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حربه على أوكرانيا، إذ اقترح ماكرون زيادة التعاون مع روسيا بعد هجوم موسكو.
إلى ذلك، أعلن متحدث مفوضية السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، بأن الاتحاد الأوروبي أوقف التعاون مع روسيا في مجال الأمن بسبب الصراع في أوكرانيا، لكنه لم يستبعد استئنافها إذا كان هناك طرح منطقي لهذا التعاون، على حد قوله.
وتباينت آراء الخبراء الروس الذين حاورتهم “إرم نيوز”، حول آفاق وجود تعاون روسي غربي، حيث رأى البعض أن هذا التعاون هو البداية لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، فيما استبعد آخرون أن يتعدى سقف هذا التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية لا أكثر.
معلومات استخباراتية لا أكثر
ويخالف الباحث في الشؤون الأوروبية، فاسيلي سامويلوف، الآراء التي تتحدث حول قدرة أي تعاون أمني بين روسيا وأوروبا على إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين.
ويوضح سامويلوف، في حديث لـ”إرم نيوز”، أن “الخلاف بين روسيا وأوروبا أعمق من أن يعيده أي تواصل على الصعيد الأمني، ربما فعلًا هجوم كروكوس قد يكون دافعا لعودة الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات، لكن لن يتعدى هذا الأمر قاعدة تبادل المعلومات الاستخباراتية”.
ويضيف: “الكثير من دول العالم ربما تجمعهم علاقات متوترة مع دول أخرى، لكن التبادل والتعاون الأمني يبقى أحيانًا مستمرًا، رغم وجود عداء حقيقي بين هذه الدول، خاصة أن الإرهاب الدولي يهدد الجميع، فمن الممكن أن ترسل فرنسا معلومات استخباراتية حول وجود تهديد أمني لروسيا عبر أجهزة الاستخبارات، والعكس صحيح، لكن في نفس الوقت تكون باريس تضع اللمسات الأخيرة على عقوبات ستفرضها على موسكو، أو أنها تعلن عن إرسال شحنة سلاح إلى كييف في نفس التوقيت”.
ويرى سامويلوف أن الدافع الغربي لإدانة عملية “داعش”، والتلميح لضرورة وجود تعاون أمني، يأتي فقط من باب “عدم تكرار خطيئة بعض الدول الأوروبية بدعم أو التحالف مع التيارات المتشددة، فهناك تجارب تعلم منها الغرب الدرس، أعتقد بداية في دعم تنظيم القاعدة في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي السابق، والارتدادات التي نجمت عن هذا الدعم الذي أدى إلى خلق تيار الإرهاب الدولي، والدرس الآخر في سوريا، ودعم المتشددين لضرب الحكومة السورية، وبعدها ظهور تنظيم داعش وغيره”.
ويتابع الباحث في الشؤون الأوروبية أنه “من هذا المنطلق لا يرغب أي أحد في الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم لأوكرانيا إذا كانت ستستخدم أساليب ملتوية ضد روسيا، واللعب بميدان الإرهاب، فروسيا بالنهاية تقع في أوروبا الشرقية.. من يريد خلق تهديد إرهابي عند حدوده؟”.
وقال: “الغرب يعي تمامًا هذه النقطة، وفي حال كانت أوكرانيا متورطة بهجوم كروكوس، أتخيل أن الرد الأوروبي سيكون أقسى من الرد الروسي عليها”.
أبعد من حدود أوروبا
وفي العودة لأسباب الاندفاع الغربي حول وجود علاقات أمنية مع روسيا، يستبعد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يوري شبيليف، أن يكون الدافع وراء الرغبة الأوروبية بوجود علاقات على المستوى الأمني مبنية على رغبة لإعادة العلاقات مع روسيا، لكن لا شك أن هناك مصلحة غربية مطلقة من هذا التعاون”.
ويضيف شبيليف، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “الأمر يتعدى حدود أوروبا” لافتًا إلى الحرب في قطاع غزة، والتوترات مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وأخرى بين باكستان وأفغانستان، وتطورات وانقلابات مستمرة في القارة الأفريقية.
وتابع: “باختصار هناك منطقة مشتعلة بشكل كامل، وهذه المناطق التي ذكرتها، لدى أوروبا مصالح فيها، وفي نفس الوقت هناك توسع للنفوذ الروسي بها، لذلك يسعى الغرب لتأمين مصالحه من أي ضربات إرهابية، وقد تنقذهم روسيا في هذا المجال”.
ويستطرد الباحث شبيليف بالقول إن “روسيا على عكس أوروبا لديها علاقات مختلفة في المناطق المتوترة، مثلًا على صعيد اليمن لديها علاقات جيدة مع الطرفين الحكومي والحوثي، وهذا يعني وفرة بالمعلومات الأمنية، كذلك لديها علاقات جيدة مع إيران، وروابط متينة مع الحكومة السورية، وفي أفريقيا باتت روسيا الرقم واحد بمتانة العلاقات مع هذه القارة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك”.
وخلص إلى القول إن “أوروبا ستستفيد من وجود هذه العلاقات على الصعيد الأمني، لكن السؤال هل روسيا ستتعاون دون ثمن؟ هذا الأمر متروك للمرحلة المقبلة، حيث تتكشف الكثير من الأمور في النهاية”.
Comments are closed.