اتعجب عندما اسمع أو اقراء بعض الطروحات التي تحيد حرية الرأي والتعبير وتقر استبداد الفكر الكلامي ، ومن المفروض أن نشجع الفكر الذي تقيم زكائزه على تعاليم الدين والحياة الكريمة ،لأننا يمكن من خلال تعريف الإنسان أن نتعرف على طبيعة المذهب الفلسفي الذي يكمن خلفه التعريف ، فأرسطو عندما يهتم بالماهية فإنه يعرف الإنسان على أنه حيوان عاقل، فالعقل هو ماهية الإنسان.
وكارل ماركس عندما يهتم بالناحية الاقتصادية فإنه يعرف الإنسان على أنه حيوان صانع الإله، لأن الجانب الاقتصادي هو العنصر الأساسي عند ماركس،والإنسان في الشريعة الإسلامية لا ينظر إليه على أنه صاحب حق بل متحمل للمسؤولية وملزم بأداء واجب وهو مكلف ، لذا فروع الشريعة الإسلامية تتكلم عن واجبات للإنسان وليس حقوقا، فمالك الحقوق هو الله سبحانه وتعالى والإنسان ملزم ومكلف بالمحافظة على هذه النعم والانتفاع بها ولكن بحدود .
من خلال تحليلي لشخصيات اصحاب الفكر المستبد أصبحت على يقين أن الاستبداد لم يكن ظاهرة جديدة في ثقافة مجتمعنا ، بل إنه متأصل ويمتد في جذوره إلى عمق وجود الإنسان ، بحيث أصبح التسلط جزءا من الشخصية ، ولا أعني بالتسلط هنا السلطة بمفهوم الدولة، بل التسلط كمكون من مكونات الشخصية في مجتمعنا لذلك إذا أردنا تحقيق المواطنه الصحيحة وانتفاء حالة التسلط علينا الالتزام بما يلي:
١ – التزام آداب المناقشة والحوار، التسامح مع الأفراد، واحترام حقهم في التعبير.
٢ – عدم التعرض لخصوصيات الناس ولا ينبغي المساس بحقوق الإنسان وبسمعتهم.
٣ – احترام الدين والقوانين والنظام العام وقيم المجتمع، لأن القيم لها أثر عظيم على الأفراد فهي تدعو لنشر المحبة والود بين أبناء المجتمع الواحد.
٤ – تجنب كل ما يؤدي إلى الفتنة والتفرقة والكراهية والعنف.
٥ -احترام الرأي المخالف، قبول حق الآخرين.
٦ -اعتماد النقد البناء الهادف إلى الإصلاح وتحقيق الخير للجميع .
حازم القيسي
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.