باريس (عربي times)
يعد برج إيفل تحفة هندسية “كاملة الأوصاف” بتصميمه المميز وشهرته العالمية، حتى أن باريس التي تعد واحدة من أبرز مدن العالم جمالًا وشهرةً وحلمًا يداعب مخيلة الملايين، اقترنت صورتها به فأصبح كلاهما يكمل الآخر.
وتحل اليوم الـ6 من مايو ذكرى افتتاحه للجمهور في عام 1889، فهل باح المَعلم السياحي الأشهر بكامل أسراره أم أنه لا تزال هناك حقائق مدهشة ومعلومات خفية لا يعرفها معظمنا عنه؟
الحديث عن بناء البرج وتطور فكرته يبدو على عكس صورته الوردية الحالمة حديثًا جافًّا قوامه الأرقام والتواريخ بالأساس، فقد فكر فيه المهندس والمعماري الفرنسي الشهير “ألكسندر جوستاف إيفل”، ليصبح واجهة ومدخلًا مميزًا للمعرض الدولي الذي أقيم في باريس 1889، والذي كان يوافق المئوية الأولى للثورة الفرنسية فتم التفكير في شيء مميز يوافق تلك المناسبة الجليلة.
واستمر العمل فيه لمدة 26 شهرًا بتكلفة تقدر بنحو 8 ملايين فرنك ذهبي فرنسي ويبلغ وزنه 10 آلاف و100 طن. وكان طوله يبلغ في البداية 300 متر، لكنه ارتفع إلى 324 مترًا لاحقًا بعد إضافات أخرى لقمته أبرزها “الهوائي” الخاص بالبث الإذاعي والتلفزيوني.
حقائق صادمة
لكن عظمة هذا المقصد العالمي تتجاوز تلك المعلومات الأساسية المتاحة إلى حقائق أخرى يجهلها كثيرون، وتفصح عنها الدوريات المتخصصة والدراسات الموثقة التي كشف عنها باحثون ومؤرخون من فرنسا وخارجها.
ومن أبرز تلك الحقائق الصادمة أن جوستاف إيفل ليس هو المصمم الفعلي للبرج، وإنما اثنان من المهندسين هما “موريس كوشلان” و”إميل نوجييه” واللذان كانا يعملان بشركته وقام “إيفل” بنسبة العمل إلى نفسه.
وإذا كنت ترى أن البرج حاليًّا آية في الإبداع والعظمة، فإن نخبة المجتمع الباريسي لم يكونوا يشاركونك الرأي، إذ نشرت الصحافة الفرنسية قبيل الافتتاح الرسمي للبرج آراء لعشرات الفنانين والأدباء والسياسيين الذين يعبرون عن استيائهم من المشروع ككل، ولا يتصورون أن تهيمن على مدينتهم الجميلة” مدخنة قبيحة عملاقة سوداء” على حد تعبير الكثيرين منهم.
ويحتوى البرج على شقة سرية، أمر “جوستاف إيفل” بتشييدها لتكون مقرًّا مميزًا لاستضافة مشاهير العالم، وبالفعل استضاف فيها توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي، وتحتوي تلك الغرفة على تمثال من الشمع لإيفل حاليًّا.
ومن المعلومات المذهلة في هذا السياق أنه كان مخططًا لإزالة البرج نهائيًّا بعد مرور 20 عامًا على تشييده، باعتبار أنه سيكون استنفد أغراض بنائه، إلا أن “جوستاف إيفل” تفتق ذهنه عن حيلة بارعة لإنقاذ تحفته الهندسية من المصير المحتوم فأنشا محطة للبث اللاسلكي والتي تعد أصل الراديو وتم إرسال برقيات إلى الولايات المتحدة عام 1913 بالفعل انطلاقًا من البرج.
Comments are closed.