لندن (عربي times)
حذّر محللون فرنسيون، من أن تصدر مرشحي اليمين واليمين المتطرف في أوروبا، في استطلاعات الرأي في فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، لنوايا التصويت لانتخابات البرلمان الأوروبي 2024، يعد مؤشرًا خطرًا على مؤسسات التكتل.
وتشير استطلاعات الرأي إلى نتائج غير مسبوقة لأحزاب اليمين واليمين المتطرف خلال الانتخابات المقررة، في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران، وهي نتيجة يمكن أن تغير أولويات الاتحاد الأوروبي، وفقًا للمحللين.
وقال جيل إيفالدي، الباحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية (سيفيبوف) للعلوم السياسية لـ”إرم نيوز”:” إنه من الممكن أن تشهد أحزاب اليمين المتطرف طفرة قوية خلال الانتخابات الأوروبية، إذا صدقت أحدث استطلاعات الرأي؛ مما يعد مؤشرًا خطرًا على المؤسسات الأوروبية”.
وردًا على سؤال: “ما الذي قد يتغير بسبب تدفق أعضاء البرلمان الأوروبي القوميين والمتشككين في أوروبا إلى بروكسل وستراسبورغ؟ قال إيفالدي إنه “إذ صدقت الاستطلاعات، سيصبح بوسع حزب التجمع الوطني في فرنسا أن يزيد عدد مقاعده من 18 إلى 30 مقعدًا، وفي إيطاليا، يمكن لحزب “فراتيلي ديتاليا” الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني من 10 إلى 22 مقعدًا”.
وتابع:” أما حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز، فمن الممكن أن يحصل على 8 مقاعد، مقارنة بلا شيء، وفقًا لتوقعات منظمة أوروبا المنتخبة، اعتبارًا من 31 مايو/أيار، فإن تلك المقاعد تكفي لتحويل مركز ثقل البرلمان إلى اليمين المتطرف”.
مواقف غير متجانسة
في المقابل، رأت سابين فولك، الباحثة المشاركة في جامعة باساو (ألمانيا) لـ”إرم نيوز” أن “ضعف دور اليمين المتطرف يعود إلى انقسامه، موضحة أن أعضاء البرلمان الأوروبي ينقسمون في هذا المعسكر إلى مجموعتين سياسيتين صغيرتين”.
وأوضحت أن مجموعة الهوية، التي تضم حزب التجمع الوطني في فرنسا، وحزب البديل من أجل ألمانيا، تتبنى خطًا متشككًا للغاية في أوروبا ومؤيدًا لموسكو، بينما المحافظون والإصلاحيون، بما في ذلك فراتيلي ديتاليا، وحزب القانون والعدالة البولندي، هم أكثر تفضيلاً للاتحاد الأوروبي ومن المدافعين المتحمسين عن أوكرانيا.
ووفقًا للباحثة الفرنسية، فإن المواقف المؤيدة لروسيا من قبل حزب التجمع الوطني، باتت موضع تساؤل ونفور للبرلمانيين.
أما في ألمانيا، فقالت الباحثة الفرنسية إن حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهض بشدة للاتحاد الأوروبي، يريد مغادرة منطقة اليورو، موضحة أنه أثار عدة خلافات في الأشهر الأخيرة، أبرزها طرح خطة “إعادة الهجرة” التي أثارت مظاهرات كبيرة عبر نهر الراين.
وتابعت:” كل هذه الانقسامات تؤثر على إمكانية هيمنة اليمين المتطرف على البرلمان، خاصة أن هذه الأحزاب القومية لديها وجهات نظر “غير متجانسة للغاية” ولا تصوت بالضرورة بالطريقة نفسها، بما في ذلك داخل المجموعة نفسها.
تحالف تاريخي
بدوره، قال الباحث السياسي في مركز الدراسات والبحوث في العلوم الإدارية والسياسية الفرنسي، أوليفييه روكوان، لـ”إرم نيوز” إن تشكيل مجموعة يمينية متطرفة واحدة يجب أن يمر عبر رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، التي أصبحت منذ وصولها إلى السلطة في العام 2022، شخصية مركزية في اللعبة الأوروبية من خلال تخفيف حدة خطابها، خاصة فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي ودعم أوكرانيا.
وأضاف: “وهو النموذج الذي تميل بعض أحزاب اليمين المتطرف، مثل حزب التجمع الوطني، إلى اتباعه، على أمل اكتساب النفوذ على المستوى الأوروبي والوصول إلى السلطة”.
ائتلاف اليمين المعتدل والمتطرف
وطرح الباحث الفرنسي أيضًا إمكانية اتحاد اليمين الكلاسيكي الذي لم يعد مترددًا في التعاون مع اليمين المتطرف، في نسخته الأكثر اعتدالاً، موضحًا أنه بشكل أعم، “نحن نتجه نحو سياسات أكثر تحفظًا تجاه ملف الهجرة وهي النقطة المحورية التي تجتمع عليها جميع الأحزاب اليمينية”.
وأضاف أن المجلس الأوروبي الذي يضم زعماء الدول الأعضاء الـ27، يمكن أن يضم 3 أو 4 رؤساء حكومات من اليمين المتطرف، لا سيما هولندا، ولكن أيضًا فرنسا إذا فازت مارين لوبن بالانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2027، وهي نتيجة من شأنها أن تغير بشكل عميق توازن المؤسسة الأوروبية.
Comments are closed.