لندن (عربيtimes)
وصفت صحيفة التلغراف البريطانية ما تعيشه فرنسا، منذ الإعلان عن حل البرلمان، بأنه توتر يضع البلاد على حافة الصراع الأهلي، قائلة إن البلاد “لا ينقصها إلا شرارة لإشعال ذلك الصراع”.
وبشأن مشاهد المظاهرات التي شهدتها البلاد، ومنها ما شهدت أعمال عنف، إضافة إلى الشعارات المناهضة للفاشية، استعادت الصحيفة عبارة للزعيم الشيوعي السابق فلاديمير لينين الذي قال إن بعض الأيام في التاريخ تشهد تحولات تتكثف فيها عقود من الزمان.
وقالت الصحيفة: بعد أن انقلبت السياسة الفرنسية بسبب قرار إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، بعد فوز “حزب التجمع الوطني” اليميني المتشدد بأكثر من ثلث الأصوات في الانتخابات الأوروبية، أصبحت السياسة الفرنسية الآن في حالة من الفوضى، وقد اختار ماكرون عمدا أقصر جدول زمني متوافق دستوريا، إذ من المقرر أن تعقد الجولة الأولى في 30 يونيو/حزيران، وجولة الإعادة في السابع من يوليو/تموز.
وأضافت أن حالة من التحدي والعداء والشك تسود بين الخصوم، ولكنها أيضا تسود بين ما يسمى بالحلفاء الذين أجبرتهم الظروف على الدخول في تحالفات غير طبيعية. والأحزاب التي انتهت للتو من التنافس على الناخبين في نظام التمثيل النسبي، تواجه الآن منافسة على الفوز بالأغلبية، وقد أمضت الأسبوع الماضي وهي تعمل على تشكيل التحالفات بصورة محمومة.
اندمج تحالف اليسار والخضر، الذي أطلق على نفسه اسم “الجبهة الشعبية الجديدة”، تحت قيادة حزب “فرنسا الأبية” الذي يتزعمه جان لوك ميلينشون، وقد تركزت حملته الانتخابية الأوروبية على غزة في محاولة صريحة لكسب أصوات الشباب والضواحي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي اليسار رفعوا أعلاما فلسطينية أكثر من الأعلام الفرنسية، بالإضافة إلى أعلام عدد قليل جدًا من المستعمرات الفرنسية السابقة، مثل الجزائر وتونس، مع شعارات صريحة مناهضة لفرنسا. وانتهت أكثر من مسيرة بأعمال عنف.
وقالت التلغراف: “الآن، وفي خضم عملية انتخابية حيث العوامل المحلية تلعب دورا مهما في كل دائرة، اختفت الشعارات والكوفيات الفلسطينية بأعجوبة: الجبهة الشعبية الجديدة تحارب ما وصفوه بـ “الفاشية التي ظهرت على بابنا”. أصبح البرنامج الرسمي للحزب، الذي نُشر يوم الجمعة، أكثر تطرفًا من أي وقت مضى، إذ يدعو إلى تعليق معاهدات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل وفرض الضرائب على كل شيء.
ووسط هذه الفوضى، صعد الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند معلنا ترشحه في دائرته الانتخابية القديمة في وسط فرنسا، مقدما نفسه على أنه حصن ضد التطرف، وعامل ملطف للبرنامج الاقتصادي الذي طرحه حزب “الجبهة الشعبية الجديدة”.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى المظاهرات التي خرجت الخميس الماضي، والحشود التي تجمعت في “ساحة الأمة”، وقالت: “لقد تمت حتى الآن الاستجابة للدعوات لتجنب العنف، ولكن مع تصاعد التوترات، لا تحتاج فرنسا إلا إلى شرارة واحدة لإشعالها”.
Comments are closed.