بغداد (عربي times)
زار وفد من فريق المستشارين والخبراء الاستراتيجيين مشروع الثرثار ،وكان باستقبالهم مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل المهندس احمد كاظم وعدد من مستشاري الوزارة ،فيما اطلع اطلع الوفد على المشروع الذي قامت بة الهيئة لغرض معالجة شحة المياة بنهر الفرات في ظل التحديات المائية التي تواجه العراق، ويأتي مشروع مضخة ضخ الثرثار كأحد الحلول الاستراتيجية لمواجهة شحة المياه في نهري دجلة والفرات.
وفي التفاصيل،يمتد هذا المشروع على مساحة منخفض بحيرة الثرثار التي تبلغ 63 كيلومتر مربع، وتقع شرق محافظة الأنبار وغرب محافظة صلاح الدين وجنوب الموصل. تبلغ السعة التخزينية للمياه في البحيرة 85 مليار متر مكعب، منها 45 مليار متر مكعب من المياه الحية و40 مليار متر مكعب من المياه الميتة.
– المياه الحية والميتة
المياه الحية هي المياه التي يمكن استخدامها وإيصالها إلى مناطق خارج بحيرة الثرثار عن طريق السيح، بينما المياه الميتة تحتاج إلى محطات ضخ تعتمد على الطاقة الكهربائية لنقلها إلى خارج البحيرة. في ظل شح المياه الذي يعاني منه العراق، وخصوصًا في نهري دجلة والفرات، أصبح من الضروري استثمار كل قطرة ماء متاحة.
– أسباب شح المياه
تعود أسباب شح المياه في العراق إلى عدة عوامل، منها:
1- قلة الإطلاقات المائية من تركيا: تعتبر تركيا دولة المنبع لنهري دجلة والفرات، وقلة الإطلاقات المائية منها تؤثر بشكل مباشر على كمية المياه المتدفقة إلى العراق.
2- المناخ القاري الجاف: يؤدي المناخ الجاف إلى قلة المياه في نهري دجلة والفرات، مما يؤثر على الاستخدام البشري والزراعي والحيواني في محافظات حوض الفرات مثل النجف، السماوة، الناصرية، والديوانية.
– خطة وزارة الموارد المائية
استجابة لهذه التحديات، وضعت وزارة الموارد المائية خطة استثمارية لمياه بحيرة الثرثار من خلال مشروع محطة ضخ الثرثار. يتكون المشروع من ثلاث مراحل، معتمدة على محطات ضخ من مناشئ مختلفة (الصينية، الألمانية، والإسبانية). يجري العمل حاليًا على إكمال مشروع المحطات الإسبانية، حيث تم نصب 10 محطات من أصل 25 محطة، بنسبة إنجاز 80%.
– أهداف المشروع
يحقق مشروع محطة ضخ الثرثار عدة أهداف تكتيكية واستراتيجية، منها:
1- إمداد محافظات الوسط والجنوب بالماء الصالح للاستخدام البشري والزراعي.
2- المساهمة في زراعة الشلب في أربع محافظات واقعة على حوض الفرات، مما يعزز التوجه نحو الاكتفاء الذاتي لهذا المحصول الحيوي.
3- إيصال الماء إلى أهوار الجبايش في محافظة ذي قار، مما يساهم في عدم جفاف الأهوار والحفاظ على الثروة الحيوانية.
التحديات والمعوقات
4- المحافظة على الخزين المائي لسد حديثة من خلال تقليل الاطلاقات المائية وبالتالي زيادة انتاج الطاقة الكهربائية التي تستفاد منها محافظة الانبار
– يواجه المشروع عدة معوقات، منها:
1- كمية التبخير الكبيرة من مياه البحيرة نتيجة الظروف المناخية الحارة والجافة، والتي وصلت في عام 2022 إلى 8 مليار متر مكعب.
2- قلة تزويد البحيرة بالماء من نهر دجلة نتيجة قلة الإطلاقات المائية من تركيا والتي كميتها الان تساي صفر متر مكعب
3- وجود عدة سدود على نهر الفرات في سوريا، والتي يخضع بعضها لسيطرة قوات قسد.
– الإنجازات والتطلعات
منذ تاريخ 14 يونيو 2023 وحتى نهايات مايو 2024، كان معدل الضخ من خلال هذا المشروع 100 متر مكعب في الثانية ما يعادل تقريبًا 2 مليار متر مكعب من الماء لنهر الفرات. من المخطط أن تزداد هذه النسبة بنسبة 25% في حال إكمال مشروع المحطات الإسبانية لتصل إلى 125 متر مكعب في الثانية وهي المرة الأولى في تاريخ العراق يتم استمار المياه الميتة لاعادة الحياة لنهر الفرات وحوضه. وبالتالي هذا يعكس توجه وزارة الموارد المائية للتكامل مع الوزارات الأخرى من اجل تحقيق المنهاج الحكومي .
يعد مشروع مضخة ضخ الثرثار خطوة استراتيجية نحو معالجة شح المياه في العراق، ويعكس رؤية الوزارة وكوادرها في استثمار كل الجهود لمعالجة هذه الأزمة. من خلال هذا المشروع، يتم تحقيق أهداف متعددة تساهم في تحسين الوضع المائي والزراعي والحيواني في محافظات الوسط والجنوب، مما يعزز من استدامة الموارد المائية في العراق من خلال استثمار جميع المسطحات المائية في العراق كما في هذا المشروع الذي تتم فيه ضخ مياه الميته لبحيرة الثرثار لناظم التقسيم ثم تحليتها من خلال نهر الحلوة القادم من نهر دجلة وبعدها يتم ايصالها من الناظم الى نهر الفرات.
Comments are closed.