لندن (عربي times)
يزداد التساؤل إلحاحًا، بشأن دورالجيش اللبناني في ظل الأزمة الحالية، مع مرور 15 يومًا من تصاعد القصف الإسرائيلي العنيف على ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق أخرى واسعة من لبنان.
وحتى الساعة، نأى الجيش اللبناني بنفسه عن الصدام مع الجانب الإسرائيلي واكتفى بإصدار البيانات التي تحذّر من الانقسام أو من بث الفتنة بين أبناء الشعب اللبناني.
ضعف التجهيز
ويعتبر مراقبون أن هناك عدة اعتبارات تدفع الجيش اللبناني إلى عدم الانجرار للمواجهة مع إسرائيل، أولها التباين الواسع في موازين القوى؛ فالجيش الإسرائيلي مجهز تجهيزا قويا ويحظى بدعم أكبر من القوى الغربية سواء على المستوى المالي أو مستوى التسليح، بينما يفتقر الجيش اللبناني إلى المعدات وترسانة الأسلحة اللازمة لمثل هذه المواجهة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك ضغوطا غربية، وأمريكية تحديدا، لمنع تزويد الجيش اللبناني بالمعدات القتالية المتطورة، حتى لا يشكل تهديدا مباشرا على إسرائيل.
وتعد الولايات المتحدة المانح الرئيس للجيش اللبناني، وقد أسهمت واشنطن في إمداد الدولة بالرواتب المتواضعة لأفراد الجيش اللبناني لبعض الوقت، مع اشتداد الأزمة المالية والاقتصادية للبنان في السنوات الأخيرة.
ووفق تقارير إخبارية تقتصر المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني على المركبات ولوازمها والأسلحة الفردية، ولا تقارن بالمساعدات التي تقدمها واشنطن لإسرائيل.
الاستقرار الداخلي
واستنادا إلى ذلك يكاد يقتصر دور الجيش اللبناني على ضمان الاستقرار الداخلي، وهو اليوم في “وضع حساس” بحسب مراقبين، لا سيما مع اشتداد القصف على الضاحية الجنوبية واضطرار مئات آلاف من الأهالي للنزوح من مناطق تعتبر تقليديا من معاقل “حزب الله” إلى مناطق مناهضة له قد تخلق احتكاكا واضطرابات أمنية يُخشى أن تتطور إلى “حرب أهلية”.
لكن الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بأعداد يقول مراقبون إنها كبيرة، كما أن أي وقف لإطلاق النار في المستقبل من المرجح أن يتضمن انتشارا أكبر للجيش في الجنوب، وهو الأمر الذي ألمح إليه رئيس الوزراء اللبناني.
قيمة رمزية
ويُضاف إلى هذا الحضور الميداني معطى رمزي آخر قد يعزز من حضور الجيش في المشهد اللبناني، وهو التوجه نحو الاتفاق على تعيين قائد الجيش العميد جوزيف عون رئيسا للبلاد، في مسعى لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي الممتدة منذ عامين.
وجرت في الأيام الأخيرة تحركات قادها رئيس مجلس النواب ورئيس حركة “أمل” نبيه بري، والرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط، من أجل تأمين أصوات أكثر من 86 نائبًا في البرلمان اللبناني، للوصول إلى ما يسمى بـ”الميثاقية الوطنية”، لعقد جلسة نيابية لانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، رئيسًا للبلاد.
وإذا نجحت هذه المساعي فقد تكتسب مؤسسة الجيش قيمة اعتبارية مُضافة، إلى جانب فرضية تعزيز دورها في إطار اتفاق تهدئة يفضي إلى تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
Comments are closed.