باريس (عربي times)
يتصاعد الاهتمام الأمريكي بالقارة الأفريقية مع اقتراب نهاية عهدة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وتبدو واشنطن مهتمة بـ “إصلاح علاقتها” بالقارة السمراء بعد فترة من الجفاء.
وبعد الانسحاب من النيجر والتراجع اللافت للحضور الأمريكي في منطقة الساحل الأفريقي، مع تمدد الروس هناك، وضعت واشنطن “استراتيجية جديدة” قالت إنها “ثلاثية الأبعاد” للتعاطي مع الشأن الأفريقي.
وبحسب ما أوردت مجلة “جون أفريك”، كشف قائد قوات “أفريكوم” مايكل لانجلي، عن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة والمحاور الرئيسة للتعاون العسكري في أفريقيا، وأشار إلى أنّ هذه الاستراتيجية ستكون “ثلاثية الأبعاد”، وترتكز على الدبلوماسية والتنمية والدفاع.
نقاط مشتركة
لكن الجنرال الأمريكي أوضح أن بلاده تتطلع إلى التحرك في غرب أفريقيا نحو الدول الساحلية التي تتقاسم مع الولايات المتحدة “قيمها الديمقراطية وأهدافها”، ما يعني ضمنياً الإعراض عن التعامل مع الدول التي تقودها أنظمة عسكرية ناتجة عن انقلابات، وتحديداً مالي والنيجر وبوركينافاسو التي أسست تحالف دول الساحل الثلاث.
وتُجري واشنطن مناقشات مع كوت ديفوار وغانا وبنين وتوغو، لإعادة ضبط برامجها في القارة الأفريقية ومواجهة النفوذ الروسي المتنامي وكذلك النفوذ الصيني المتصاعد.
وتتخذ الولايات المتحدة عادة من “التهديد الإرهابي” منفذاً لتعزيز التعاون مع مختلف شركائها وحلفائها في أفريقيا، وتتجه اليوم نحو غرب القارة لقطع الطريق أمام تمدد الجماعات المتشددة المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، عند المثلث الرابط بين النيجر ومالي وبوركينافاسو.
وتتجه واشنطن بشكل أعمق نحو الدول الساحلية اعتباراً لوزنها الاستراتيجي، ولا سيما كوت ديفوار، الحليف القوي للغرب، (واشنطن وباريس) إضافة إلى غانا، البلد الغني بالثروات والمعادن، وتوغو وبنين المطلّتين على البحر، والمهمتين بالنسبة إلى منطقة غرب أفريقيا وأمنها.
خطوة متأخرة
وبالتوازي مع التحركات العسكرية يخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن لإتمام عهدته الرئاسية بفتح “صفحة جديدة” مع أفريقيا وإعادة ترتيب أوراقه، لا سيما في حال فوز نائبته الحالية ومرشحة الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية المقبلة كامالا هاريس.
ويستعد بايدن لأداء زيارة إلى أنغولا، هي الأولى لرئيس أمريكي إلى دولة أفريقية منذ نحو 10 سنوات، وتحديداً منذ عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي زار كينيا في يوليو 2015.
ويرغب بايدن في تدارك “زلاته” التي ارتكبتها إدارته في تعاطيها مع الشأن الأفريقي، حيث يواجه الرئيس الأمريكي انتقادات حادة واتهامات بعدم التحرك الكافي للتصدي للنفوذ الروسي والصيني في القارة الأفريقية.
ويعدّ مراقبون أن خطوة بايدن “جاءت متأخرة”، حيث كانت أمامه أربع سنوات للتحرك في هذا الاتجاه، خصوصاً مع تغير المشهد في منطقة الساحل الأفريقي بحدوث الانقلابات المتتالية، متسائلين عن سبب اختيار أنغولا لتكون محطته الوحيدة في زيارته إلى أفريقيا، واعتبروا أنه كان من الأنسب أن يهتم بايدن بهذا الملف منذ تراجع النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي، مع صعود أنظمة عسكرية إلى الحكم وظهور مزاج عام مناهض لباريس.
Comments are closed.