الأميركيون المستفيد الأكبر من تعريفات ترامب الجمركية

واشنطن (عربي times)

في الوقت الذي يحذّر فيه خبراء الاقتصاد من تأثير سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء المستهلكين والاقتصاد الأميركي، هناك مجموعة من الأميركيين قد يستفيدون وهم السياح الأميركيون المسافرون إلى الخارج.

ويرجع ذلك إلى تأثير الرسوم الجمركية على الدولار الأميركي، وغيره من العملات العالمية. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تؤدي الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الأجنبية إلى تعزيز الدولار الأميركي، وإضعاف العملات الرئيسة مثل اليورو.

ووفق خبراء الاقتصاد، ستزداد القوة الشرائية للمسافرين في الخارج بحلول عام 2025، كما ستزيد قوة الدولار لديهم على المشتريات، مثل: الإقامة، وتناول الطعام في الخارج، والجولات الإرشادية المقوّمة بالعملة المحلية.

وقال جيمس رايلي، كبير خبراء الاقتصاد في كابيتال إيكونوميكس: «الرسوم الجمركية، إذا كانت كل الأمور الأخرى متساوية، مفيدة للدولار الأميركي».

وأعلن ترامب، الخميس الماضي، عن خطة لفرض رسوم جمركية انتقامية على الشركاء التجاريين على أساس كل دولة على حدة. وستعتمد الرسوم المحددة على نتائج مراجعة وزارة التجارة، والتي يتوقع المسؤولون الانتهاء منها بحلول الأول من أبريل.

وفي الوقت نفسه، فرض ترامب تعريفة جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية. ومن المقرر أن تدخل تعريفة جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ في 4 مارس. وعلاوة على ذلك، قد تدخل تعريفة جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك حيز التنفيذ في مارس، بعد توقفها لمدة 30 يوماً.

رايلي أشار إلى أن الدولار الكندي يقدم مثالاً حديثاً للتأثير المحتمل للتعريفات الجمركية.

في 4 فبراير الجاري، عندما دخلت الرسوم الجمركية الكندية حيز التنفيذ، ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ عقد على الأقل مقابل الدولار الكندي، قبل أن يتراجع في نهاية المطاف عندما أرجأ ترامب الرسوم لمدة شهر.

وكتب استراتيجيو السوق العالمية في بنك «جي بي مورغان»، في أكتوبر الماضي، أن الحرب التجارية مع الصين، في عامي 2018 و2019، خلال فترة ولاية ترامب الأولى تقدم أيضاً نظرة ثاقبة على تأثير التعريفات الجمركية على العملات.

ورفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية على نحو 370 مليار دولار من البضائع الصينية من متوسط ​​3% إلى 19% خلال الفترة 2018-2019، وردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الصادرات الأميركية من 7% إلى 21%، بحسب استراتيجيي «جي بي مورغان».

وفي حين أثرت عوامل أخرى أيضًا على تحركات العملات، فإن عدم اليقين بشأن السياسة التجارية كان يميل إلى دعم الدولار، وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 10% خلال فترات الإعلان عن التعريفات الجمركية في العام 2018، و4% في العام 2019.

وأوضح رايلي أن التعريفات الجمركية حتى التهديد بها يمكن أن تعزز قيمة الدولار مقارنة بالعملات الأخرى بعدة طرق.

وقال إن أحد الطرق الرئيسة هي من خلال أسعار الفائدة على وجه التحديد، الفارق بين أسعار الفائدة في دولة واحدة وأخرى.

وقال خبراء الاقتصاد إن التعريفات الجمركية تعتبر بشكل عام تضخمية، حيث من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية على الواردات إلى رفع أسعار المستهلكين، على الأقل في الأمد القريب.

محللو العملات في «بنك أوف أميركا» توقعوا في مذكرة، أمس الجمعة، أن يظل الدولار الأميركي قوياً في الأمد القريب، وذلك في الغالب على خلفية السياسات التضخمية الأميركية، خاصة التعريفات الجمركية.

وكان تحليلهم يشمل دول مجموعة الـ10: بلجيكا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، هولندا، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وبحسب تقديرات بول أشورث، كبير خبراء الاقتصاد في أميركا الشمالية لدى كابيتال إيكونوميكس، فإنه بناءً على المعلومات المتاحة حول خطة ترامب للرسوم الجمركية الانتقامية، فإن متوسط ​​معدل الرسوم الجمركية الفعلي على جميع الواردات الأميركية سيرتفع من أقل من 3% الآن إلى حوالي 20%، وهو ما من شأنه أن يضيف حوالي 2% إلى أسعار المستهلك الأميركي، ويعزز التضخم مؤقتاً إلى 4% في عام 2025.

Comments are closed.