بغداد (عربي times)
شهدت أزمة هدم وإزالة تمثال عالم اللغة العربية العراقي البارز مطفىى جواد في محافظة ديالى مفاجأة كبيرة، حيث نفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار موافقتها على العملية التي وصفتها بـ”غير القانونية”، أو منح أي تصاريح رسمية لمنفذيها.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها “تُعبّر عن استنكارها الشديد وإدانتها البالغة لما تعرّض له تمثال العلّامة والمؤرخ العراقي الكبير الدكتور مصطفى جواد في محافظة ديالى من هدم وإزالة غير قانونية”.
وأضافت أن “العملية نُفّذت دون استحصال الموافقات الأصولية من الوزارة، في مخالفة واضحة وصريحة للضوابط والتعليمات الرسمية النافذة”.
وعدّت الوزارة هذا الإجراء “تعدّياً سافراً على الرموز الوطنية والمعالم الثقافية التي تجسّد ذاكرة العراق وضمير شعبه وهويته الحضارية”، مؤكدة أن “المساس بها يمثّل إضراراً بالغاً بالإرث الثقافي والفكري الذي يشكّل أحد أعمدة الهوية الوطنية العراقية”.
ذكّرت الوزارة في بيانها “بضرورة الالتزام بتوجيهات الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي تنص على عدم إنشاء أو إزالة أي تمثال أو نصب في عموم محافظات العراق إلا بعد استحصال موافقة الوزارة، حرصاً على صون رمزية هذه المعالم وضمان حفظ الذاكرة الثقافية الوطنية”.
وكانت بلدية قضاء “الخالص” بمحافظة ديالى قد كشفت قبل أيام عن ملابسات إزالة تمثال العلّامة مصطفى جواد “في مدخل القضاء”.
وقال مدير البلدية نصر جهاد إن “إزالة التمثال شهدت خللاً فنياً نتيجة عدم مقدرة الكوادر العاملة على رفعه بفعل وجود حديد تسليح من قاعدة التمثال وحتى الرأس؛ ما حال دون تفكيكه ونقله لمكان آخر”.
وبين أن “عملية رفع التمثال جاءت ضمن أعمال تأهيل مدخل القضاء، وتم التعاقد مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار لإنشاء ونصب تمثال جديد بديل عن الحالي خلال فترة 90 يوماً”.
يعد مصطفى جواد أحد أبرز علماء اللغة العربية، وهو من مواليد 1904 في محلة “القشلة” بجانب “الرصافة” من العاصمة بغداد، والتي توفي فيها في 17 ديسمبر 1969، وتعود أصول عائلته التركمانية إلى قضاء “الخالص” في ديالى.
تخرج في “دار المعلمين العالية” ومارس مهنة التعليم في المدارس لمدة 9 سنوات من 1924 حتى 1933، متنقلاً بين البصرة والناصرية وديالى والكاظمية، حيث تم تعيينه معلماً للمدارس الابتدائية.
عمل مدرساً بمعهده الذي تخرج فيه، وبكلية التربية التي ورثت المعهد بعد تأسيس جامعة بغداد، وبعدها حصل على بعثة لتطوير دراساته في باريس، فقضى سنة كاملة في القاهرة لتعلم الفرنسية، وهناك التقى برواد الثقافة العربية مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات.
سافر إلى فرنسا خلال الفترة من 1934 حتى 1939 وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة السوربون في الأدب العربي.
واشتهر مصطفى جواد ببرنامجه الإذاعي “قل ولا تقل”، كما بلغ عدد مؤلفاته 46 كتاباً، وكان يجيد 4 لغات هي: الفرنسية والإنكليزية والتركية والفارسية.
Comments are closed.