من المؤكد أن خرائط الطريق التي رسمتها مؤتمرات جنيف وموسكو وفيينا لن تأذن للعد العكسي ببدء العملية السياسية في سورية، مادام هناك أطراف داعمة للإرهاب وأخرى محاربة،
لأن النتيجة سوف تكون حتماً حرباً مشتعلة بين تلك الجهات على اختلاف أدوارها، ويمكن أن يكون ذلك من قريب أو بعيد.
أحد الأطراف الداعمة ورأس الحربة في هذا الاتجاه، أميركا التي تعيد إنتاج عملائها و مصطلحاتها منذ بدء الحرب على سورية، والهدف دائماً إرضاء من يمولون إرهابها من جيوبهم بحجة حمايتهم والوقوف إلى جانبهم، وطمأنة إسرائيل بأن ما يحدث في المنطقة هو فقط لخدمة مشاريعها وأمنها المزعوم، وما قاله جون كيري في المنتدى الإسرائيلي الأميركي في واشنطن دليل مؤكد على ذلك، بعد أن رمى بحمل بلاده الثقيل على روسيا وإيران وسورية في إعاقة العملية السياسية التي يأمل السوريون بانطلاقها.
الطرف الآخر الداعم والتابع لأميركا تركيا، يحاول «خليفة» السلطان فيها الاختباء خلف إصبعه، والتهرب من التهم الموجهة له حول علاقته بالتنظيمات الإرهابية، و«داعش» تحديداً، وصلته الوثيقة بشراء النفط السوري المسروق وتهريبه، لكن الأدلة ضده تتكشف يوماً بعد آخر، وها هي إيران بعد روسيا تتحدث عن أدلة ووثائق وتؤكد إمكانية نشرها في هذا الخصوص، وهذا يدل على أن النظامين الأميركي والتركي ومن خلفهم آل سعود وغيرهم يريدون الاستثمار سياسياً ومادياً بالتنظيمات الإرهابية حتى آخر لحظة، لتبدأ بعدها المرحلة اللاحقة وهي الاستثمار فيما بينهم، ولاسيما أميركا التي سوف تبدأ عاجلاً بهدم القباب والجدران التي يختبئ خلفها وتحتها أولئك من أجل الاستفادة منهم وهم أموات أيضاً، تماماً كما غنمت ممن سبقوهم في حياتهم ومماتهم.
إذاً أمام ذلك المشهد الذي يزداد اسوداداً تحترق أوراق الأنظمة الداعمة للإرهاب أولاً بأول، والنظام التركي مثالاً، ولاسيما بعد تدخل قواته السافر في العراق، متجاهلاً أن محاربة الإرهاب تتم فقط بالتنسيق مع الجهة المتضررة منه، إلا إذا كان الهدف إضفاء المزيد من الدعم لذاك الإرهاب وليس محاربته، وتلك هي الحقيقة.
حسين صقر/ صحفي سوري
Comments are closed.