الاستقرار الانتخابي

بهدوء وأمان جرت انتخابات الدورة البرلمانية السادسة يوم الثلاثاء الماضي الحادي عشر من الشهر الجاري، وقد بلغنا مايمكننا وصفه بالاستقرار الانتخابي ، وجرى الاقتراع العام بمثل هدوء الاقتراع الخاص، وحدث الانتخابات الكبير اصبح معتاداً في الشارع السياسي العراقي ومرّ دون توترات وقلق في ليلته وصباحه وصولاً الى مسائه ولحظة اغلاق الصناديق ، والتوقعات والأرقام التي تتسرب تدريجياً من المراقبين في المراكز الانتخابية تحدث نوعاً من التقبل للنتائج والتكيّف معها حتى تأتي لحظة إعلان النتائج الأولية الرسمية من قبل مفوضية الانتخابات دون شد عصبي ولا احتمالات لحدوث مفاجآت ، نتائج منطقية منسجمة مع التوقعات ولاتشكّل صدمة إلا لمن يسمّون الأمنيات توقعات وما كل مايتمنى المرء يدركه.
والى حد كبير أخذ كل تحالف انتخابي حقه في هذه الانتخابات وقطف كل مرشح ثمار عمله وحضوره السياسي والمجتمعي والاعلامي ، وأن تعلن النتائج دون اعتراض واتهامات بالتزوير والتلاعب وسرقة الأصوات فهذه بحد ذاتها سابقة حميدة تكشف عن حالة رضا واحتكام للصناديق وإغلاق لأبواب التشكيك بالمقدمات والنتائج ، ولم يكن أحدا يشك بأن المرشحين البالغ عددهم 7744 لن يفوز منهم سوى 329 مرشحاً والعدد الأكبر منهم لن يجدوا مقاعد فارغة خارج عدد الكراسي المحدد تحت قبة البرلمان،وحسبهم المشاركة والمحاولة ومزاحمة المستقرين انتخابياً وخوضهم التجربة الصعبة بجرأة راكبي الأمواج العالية ، والمفاجأة الوحيدة هي خلو الارصفة صبيحة اليوم التالي المستقر من لوحات الدعاية الانتخابية تلقائياً بتعاون غير متفق عليه بين الجهات البلدية المسؤولة وبين جهات غير مسؤولة وبين مواطن يحملها ليصنع منها مظلة تحمي بيته الصغير من الشمس الأشد حرارة في بلادي من سواها في الشتاء فهي تحتضن العراق ، مبارك للفائزين انتخابياً ومبارك للعراقيين جميعاً بلوغهم مرحلة الاستقرار الانتخابي الذي يحنبهم مخاطر التغيير بالحديد والنار .

عبد الهادي مهودر

كاتب واعلامي

العراق

Comments are closed.