عكاز البرلمان الفاشل بطبعته الحزبية

لم تحظ شخصية سياسية وعسكرية وشعبية في العراق منذ الاجتياح الامريكي للعراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا مثلما حظيت بها شخصية وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي ، هذه الشخصية التي لم تعرف الاستسلام ابدا ولم ترفع الراية امام الكتل السياسية التي اوصلت العراق الى قاع المجتمع (العربي والدولي) بسبب سياسات خاطئة بنت نظامها على المحاصصة المقيتة والطائفية الرذيلة .

ثلاثة عشر سنة عجاف مرت ولازالت بادرانها حولت العراق الى (كيكة) يقتسمونها فيما بينهم ويوزعون المناصب والدرجات لاراذل الكتل (دمج ولزج ).

يقينا أن العبيدي كان على علم بما يبيت له خاصة مع دعوات سابقة لإقالته من الوزارة لاعتبارات طائفية، لذلك قرر أن يفجر قنبلته التي لم تصدم المتهمين وحدهم بل أربك بها زعماء الكتل السياسية كلها، من ضمنها الكتل السنية التي ينتمي إليها.

وإذا كانت تلك الكتل قد سعت إلى احتواء الصدمة، فإنها شعرت في الوقت نفسه بالحرج في مواجهة الشعبية الكاسحة التي اكتسبها العبيدي.

وهي شعبية تنذر بالخطر لأنها تتعارض مع مبدأ منع بروز شخصية تحظى بإجماع وطني، بعد أن فشل زعماء الأحزاب الحاكمة في إحراز نوع من القبول الشعبي.

وقاد العبيدي الجيش العراقي في ظروف صعبة، فبعد أن انهار الجيش في مرحلة تقدم داعش وسقوط الموصل صار اليوم يزحف بثقة لتحرير الأراضي العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي، وهو ما لا ترغب في وقوعه الكتل السياسية التي تخطط لأن يقطف سياسيون محددون وحدهم ثمار تلك الانتصارات.

ولأن العبيدي انتقل من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم شاهرا سلاح محاربة الفساد بالقوة نفسها التي شهر بها سلاح محاربة داعش، وأن وجوده بات يشكل خطرا على تركيبة نظام المحاصصة، من جهة ما يمكن أن يوحي به من ظهور شخصية عراقية، تحظى بالإجماع الوطني، خارج التصنيف الطائفي.

فكيف إذا كانت هذه الشخصية عراقية المذهب ،وارى أن اتفاق الكتل السياسية، سنيتها وشيعيتها على إقالة العبيدي، يكشف عن خشية تلك الكتل من بروز شخصية سنية قوية، في إمكانها أن تكون صورة شبيهة بصورة صدام حسين أو بما يذكر العراقيين بقبضة صدام.

اعتقد إن “إزاحة العبيدي، وإن كانت مقصودة لذاتها، فإن وقعها السلبي على معنويات القطعات العسكرية المقاتلة سيبطئ التقدم من أجل تحرير الموصل.

وهو ما يوفر للكتل السياسية الحاكمة في بغداد متسعا من الوقت للتفكير في مرحلة ما بعد تحرير الموصل

. وهي …هي مرحلة لن تكون يسيرة، بسبب الاختلاف المحلي والإقليمي عن الطريقة التي سيتم من خلالها احتواء الموصل بعد ما شهدته المدينة، وهي ثاني مدن العراق بعد العاصمة، من مآس ضربت الكثير من الثوابت، وبالأخص علاقتها بمركز الحكم وحجم ثقة أهاليها بذلك المركز”، فاذا وعد وزير الدفاع خالد العبيدي جيشه وشعبه بتحرير الفلوجة ومن ثم الموصل فان سليم الجبوري قد وعد (للاسف) باقالة شخصية كبيرة بحجم قلب العراق الجريح يسمى (خالد العبيدي) الذي دخل قلوب العراقيين في وقت قصير وازاح من قلوب العراقيين ادران سياسيين لم يعرف لهم مثيل في التاريخ بغضا لشعبهم … مثلهم ،وان المتأمرين على العبيدي ومن ضمنهم بعض سياسيي الموصل سيلفظون انفاسهم قريبا جدا.. جدا.

بقلم المدير العام .. بلال حسن مهدي

Comments are closed.