تختلف تصريحات ( المسؤولين ) وتعليقات (المواطنين ) في العراق، تبعاً لعوامل عدة، يطغى عليها جميعاً مزاجية المسؤول وهامش المواطن ، الذي يحدده لنفسه ،تبعاً لما يسمعه عبر وسائل اعلام متنوعة ومختلفة .
ولعل السؤال الأقرب للمنطق اليوم هو ،ما تفسير وكالات الفضاء العالمية وعلى رأسم وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) من وجود كائنات فضائية قديمة قدم التاريخ ؟ وما تفسير الصور التي التقطت قبل مائة عام ،تؤكد وجود كائنات فضائية قديمة، وربما كانت الفكرة التي اطلقها وزير النقل العراقي كاظم فنجان (صائبة ) وربما العكس صحيحا ،كل الاحتمالات واردة، طالما كنا ومازلنا اسرى الجمود العلمي ونرفض التفسير المنطقي .
وزير النقل العراقي كاظم فنجان اثار في تصريحات اتسمت بالغرابة لمواطن ادمن الاستماع (الى نشرات الاخبار والتقارير المفبركة المتشابهة) تحريرا وبثا ، حين قال إن السومريين أقلعوا بمركبات فضائية منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد نحو الكواكب الأخرى من مطار بمحافظة ذي قار جنوب العراق !.
انا شخصيا قد اصدقه وقد (لا) ، الكلام فيه نوع من الصدق! الم يبن النمرود منجنيقا عملاقا ،اين ؟ في ذي قار،ذات المحافظة التي اطلق الوزير الحمامي (تصريحه)،النمرود قذف بمنجنيقه العملاق ، النبي ابراهيم الخليل( عليه السلام )الى عنان السماء ، فاستهوت الفكرة الفراعنة بعدها قاموا ببناء الاهرامات في مصر.
المنطق العلمي يقول ان عام 1957يعد أول تاريخ معروف لارتياد الفضاء عندما أطلق الاتحاد السوفييتي السابق قمر “سبوتنك1”، وهو أول قمر صناعي أرضي في تاريخ البشرية.
في مؤتمره الصحافي الذي عقده بمحافظة ذي قار على هامش زيارته لمطار المحافظة الدولي المقرر افتتاحه قريبا، قال فنجان الذي تسلم مهام عمله قبل نحو شهر ونصف الشهر، إن “أول مطار تم إنشاؤه على كوكب الأرض هو مطار ذي قار من قبل السومريين قبل 5 آلاف سنة قبل الميلاد”.
واستطرد “السومريون أقلعوا بمركبات فضائية نحو الكواكب الأخرى من مطار ذي قار، واكتشفوا الكوكب رقم 12 الذي أعلنت عنه قبل بضعة أيام وكالة ناسا للفضاء”.
وتابع الوزير “أجواء محافظة ذي قار خالية من المؤثرات الجوية، التي تثقل من تحركات الطائرات وتحدد من مناورتها أثناء الهبوط، لذا اختار السومريون أرض محافظة ذي قار لإنشاء المطار”.
والسومريون يمثلون أقدم حضارة معروفة في العراق، والتي بلغت ذورة تقدمها، حسب المؤرخين، بين عامي 2700 – 2400 ق.م.
المؤرخ العراقي رشيد الخيون قال “إن من يقرأ كتاب بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي، وهو من فقهاء الفترة الصفوية، سيجد العجب العجاب من طيران الشجر إلى تحليق البشر”.
وأضاف “مَنْ لا يعترف بحضارة العراق القديمة، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية؟ نعم، اخترعت الكتابة الصورية، واخترعت العجلة، واُخترعت أشرعة السُّفن، وبواسطة الأخيرة أقيمت مدن على أساس التجارة، بعد استغلال قوة الرياح”.
المعادلة صعبة التحقق، حيث حيرت المواطنين ودفعت بهم إلى خيارات كانت أبعد ما تكون عنهم في مرحلة سابقة، فإما أن يرضوا بالتصريح ،وهنا عليهم أن لا يعترضوا ابداعات النمرود وصناعة المنجنيق ،واما ان يصدقوا جارتها بابل وصرحها الفضائي (الجنائن المعلقة) ،اختياران احلاهما مر ؟!.
بقلم / محمد داود
Comments are closed.