أنقذوا هيبة الصحفيين !؟

هيبة الصحفي من عنوانه وشخصيته فهو مجموعة سلطات بسلطة واحدة فهو مشرع وقاضي وله القدرة على الاقتحام لغرض الوصول الى المعلومة التي يحتاجها الرأي العام . والصحفي العراقي هو الاكثر حضورا من بين كل صحفيي العالم ! مادام العراق ومنذ عدة عقود هو مركز الحدث الاول في العالم فكل المتغيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية يكون فيها الصحفي العراقي حاملا رايه الافصاح والمعلومة عن كل مايجري لغرض اشاعتها الى الراي العام .

وكثيرا مايكون هو الهدف المقصود للنيل منه واسكاته خاصة في الاوقات العصيبة التي مر بها العراق من حروب ومن انعكاسات الطائفية فاستشهد الكثير من الصحفيين العراقيين وقد وصل عدد الشهداء مايقارب الخمسمائة شهيد من غير الذين تعوقوا او اجبرو على النزوح الداخلي والخارجي فعدد الصحفيين الذين استشهدوا في العراق اكثر من الصحفيين الذين قتلوا في الحربين العالميتين الاولى والثانية .

اذن ماالذي جناه الصحفي العراقي من كل تلك المتغيرات والحوادث التي مرت على العراق ! ؟ فهل تنعم بحياته وحافظ على حياته وعلى حياة عائلته وعلى مستقبلهم ؟ اسئلة كثيرة شغلت مساحات واسعه من اذهان الصحفيين . فقضية التقاعد للصحفيين مازالت تئن تحت مجرات ومكاتب المسؤولين .

اما المنحة المقدمة من الدولة فقد خضعت دون غيرها على ايقاف بحجج ضعف ميزانية الدولة او الوزارة المعنية ! وتلك المنحة وكانها – منة – من العيب والمخزي ان تذكر كونها تمنح الصحفي ولمدة عام كامل مبلغا سنويا يقدر بمليون دينار موزع على مدار السنة بمعنى ادق تقريبا 90 الف دينار شهريا لاتكفي مواصلات لاي صحفي ! وليس هذا فحسب بل المصيبة الكبرى هو تسريح الكثير من الصحفيين من اماكن عملهم في الصحف والمجلات والمواقع وبعض الفضائيات بحجة عدم وجود موارد مالية لتلك الدوائر الصحفية وعليه فان الصحافة المستقلة باتت على وشك الانهيار لقلة الدعم والاعلانات واجور الطبع الغالية .

ولم يبق سوى الدوائر الاعلامية الحكومية المدعومة من خزينة الدولة وبمعنى ادق لم يبق سوى الاعلام الحكومي وايضا اعلام الاحزاب وهنا يتوجب على كل صحفي عندما يعمل في تلك الدوائر الحكومية او دوائر الاعلام الحزبية يان يكون منتميا لهذا الحزب او ذاك من اصحاب الصحف والقنوات والمواقع وغيرها !
فأين مصير الصحفي العراقي في مثل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها ابناء شعبنا .

اذن لابد من معالجات انية وسريعة تخدم في محصلتها النهائية واقع حال الصحفيين العراقيين . وليس هناك من حل الا من خلال طريقين لا ثالث لهما  الاول ان تبادر الدولة ومن خلال وزارة الثقافة وايضا من خلال نقابة الصحفيين العراقيين في مد يد العون والمساعدة للاعلام العراقي المستقل وكحد ادنى تدخل الدولة في مساندة الصحف وطبعها باسعار رمزية في المطابع الحكومية وهذا جزءا يسيرا من الحل اما الطريق الثاني  هو جمع شبكة الاعلام العراقي  ودائرة الاتصال الحكومي  ودوائر حكومية اخرى في مسمى جديد او تحت عنوان وزارة او تحت رعاية وزارة الثقافه  كي يتم من بعدها لم شمل الصحفيين والاطمئنان على اوضاعهم … ولنا عوده >

صحفي عراقي / غازي الشايع

Comments are closed.