لم يضرب دونالد ترامب مطار الشعيرات فقط ..بل وضع الشرق الأوسط بأكمله على فوهة المواجهات ورمى الشرعية الأممية في سلة المهملات .. وراح يستعرض العضلات «لأميركا «أولاً عله يرفع منسوب الشعبية ..
ويأخذ بالثارات الاسرائيلية يوم كان الشعيرات سمت الصفعة السورية على خد اسرائيل، فمنه انطلقت صورايخ دمشق ترد طائرات الاحتلال ذليلة الى احضان نتنياهو..
عدوان أمريكي سافر على سورية حبست فيه الأنفاس العالمية .. ليبقى زناد دمشق موجهاً ضد الإرهابيين، وغاب عن ذهن ترامب أن الحنكة الدمشقية أشد ذكاء من لعبته الاستعراضية التي ارتدى بها ورقة الكيماوي في خان شيخون فوق النية المبيتة لضرب سورية، في مساحة قانون الغاب الذي تعيش فيه واشنطن ومن يتبعها من الذئاب الدولية المجتمعة حول الحصص في الشرق الأوسط ..
ان سارع مجلس الأمن للانعقاد على وقع صدى العدوان الأميركي في سورية فهذا لا يعني أن واشنطن تنتظر العقاب فما قدمته في الشعيرات يشبه حد التطابق ألم العراق.. ومارفعته مندوبة واشنطن نيكي هالي من حجة كيماوية في صور مفبركة لاطفال سورية في مجلس الأمن هو ذاته ما سبقها اليه وزير الخارجية الأميركي كولن باول في المجلس ذاته وعلى منبر الافتراء عينه. فعبأت واشنطن حينها دماء مليون عراقي في زجاجة الكيماوي الفارغة التي رفعها كولن باول ..
ينتظر الأتراك والخليج أن تعبأ دماء السوريين بمزيد من الزجاجات الأميركية لهذا كانت السعودية أول من هلل لترامب» الشجاع «ولذلك ايضاً ركع المقامر الأردني الملك عبد الله على ركبتيه أمام قدمي سيد البيت الأبيض قبل ان يطلق الأخير صورايخه الى سورية ولذلك خرج أردوغان يخطط لمناطقه الأمنه ..فوحدها سورية في استعصائها من أجبرت الجمع المتآمر عليها بالذهاب الى اقصى الحلول في حل الحبل السياسي حول اعناقهم حين ذهبوا مختنقين الى الطاولات السياسية في جنيف وآستنة فما كان منهم الى أن قلبوا الاتفاقات وهربت تركيا من ضماناتها الى حجر واشنطن وان جلست على ناره الكردية.
خلط لأوراق المنطقة تستفيد منه اسرائيل التي استجرت وعد ترامب لها بتشكيل حلف خليجي لحسابها في مواجهة إيران الى سورية ليكون العدوان على الشعيرات باكورة انطلاق أعمال هذا الناتو الخليجي خاصة ان الحاجة الميدانية استدعت ذلك، حين ربح الجيش العربي السوري كل الأوراق وقدمها لدمشق على الطاولات السياسية …
هذا ما كان ينقص المنطقة والعالم.. رئيس أميركي مجنون يغامر بمواجهة عالمية، قد تنحرف للصدام المباشر مع روسيا ..وماذا يفعل العقلاء مع الحمقى سوى المواجهة الحذرة لذلك اختارت سورية البقاء على قيد محاربة الارهاب فمن ذنب الأفعى ستطال رأسها ..
عزة شتيوي / صحيفة الثورة السورية
Comments are closed.