مدينة تتعلم فيها السيارات قيادة نفسها ذاتيا‎‎

لندن (عربي times)

تعتبر مدينة المحاكاة Simulation City بمثابة مدرسة لتعليم قيادة السيارات، ولكن ليس للبشر كما هو معهود، بل للسيارات نفسها.

وتعتبر هذه المدينة عالما افتراضيا متكاملا تدرّب فيه شركة ”وايمو“ Waymo، المنشقة عن غوغل، سياراتها في ظل أصعب الظروف الممكنة؛ وذلك تمهيدا لإطلاقها في الطرق الحقيقية.

وتظهر في المدرسة مكعبات رمادية اللون مع سطح نحيف باللون الأزرق تسير في طريق سريع مظلم، محاطة من جميع النواحي بمربعات خضراء متهورة. تحاول تخطي المكعبات الرمادية ذات السطع الأزرق والتغيير من حارة مرورية لأخرى. إلا أن المكعبات الرمادية تحافظ على ثباتها في ظل كل هذه الظروف العصيبة.

المكعبات الرمادية تلك هي واحدة من شاحنات الشركة الأوتوماتيكية ذات نصف المقطورة، بينما المكعبات الخضراء هي باقي المركبات التي تسير في الطريق.

وتعتبر شركة ”وايمو“ واحدة من أبرز الشركات ضمن سوق المركبات الذكية -أو الأوتوماتيكية المستقلة- والتي يتم تدريبها بالاعتماد على أكثر من برنامج محاكاة، منها برنامج “مدينة المحاكاة” السابق ذكره.

وتدرب الشركة شاحناتها على برنامج المحاكاة CarCraft وهو بداية هذا المشروع منذ عام 2017، وقد قطعت سياراتها -افتراضيا- مسافة تصل إلى 5 ملايين ميل ضمن برنامج التدريب، أما مدينة المحاكاة فتمثل الجيل الثاني من هذا النوع من البرامج. وتختبر فيه الشركة نظام “Waymo Driver“، نظام التشغيل الذي سيشغل المركبات.

شعرت الشركة بالحاجة لإطلاق هذا البرنامج، والذي يمثل الجيل الثاني من برامجها للمحاكاة بعدما تم اكتشاف ”ثغرات“ في البرنامج الأول، وهذا كما صرّح مدير المنتجات في الشركة.

وتستخدم برنامجها الجديد للتأكد من قابلية المركبات للسير في المدن بشكل فعلي، خصوصا الشاحنات. وبالفعل، ”وايمو“ لديها الآن مركبات تسير على الطرق الحقيقية، وذلك في بعض ضواحي ولاية أريزونا، وكذلك ولايات مثل سان فرانسيسكو، ماونتن فيو، كاليفورنيا، وغيرها.

وتعتمد الشركة في الوقت الحالي، على تدريب الشاحنات في البرنامج الجديد لكي تبدأ في توسيع تواجدها الفعلي في المدن. وحاليا توجد 600 مركبة يتم اختبارها، منها 300 مركبة في أريزونا وحدها.

وعملية المحاكاة في مجال مثل هذا تعتبر في غاية الأهمية. حيث تساعد الشركة على تدريب السيارات على التعامل مع أكبر عدد ممكن من السيناريوهات والأوضاع التي ستتعرض لها الشاحنات فعليا فيي المدينة، بحسب ”aitnews“.

ويميز العملية أيضا أنها تتم على نطاق واسع جدا، مما يزيد من فعالية التعلّم الخاص بالآلة بشكل أساسي. هذا إلى جانب أن الأساس في هذه المركبات هو الحفاظ على الأمن والسلامة.

وذكرت وايمو أن الشركة استطاعت أن تحاكي 15 مليار ميل من القيادة من خلال مدينة المحاكاة. على عكس 15 مليون ميل تم قيادتها في العالم الحقيقي من طرف الشاحنات.

وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بشكل ضخم، ومنها البيانات التي يتم جمعها من خلال المستشعرات الكثيرة التي تحملها السيارة، والتي تساعد على إنشاء صورة تخيلية لكل ما يحيط بها، وهي تقنية تسميها الشركة SurfelGAN.

Comments are closed.