دمشق (عربي times)
يبدو أن موسم دراما رمضان 2026 في سوريا، سيشهد عودة لافتة لعدد من الأسماء الفنية السورية الغائبة عن الدراما المحلية منذ أكثر من عقد.
وقد تشمل العودة أولئك الذين حُظروا من العمل داخل البلاد طيلة سنوات حكم نظام بشار الأسد، واضطروا إلى الابتعاد عن الشاشة السورية، إما قسرًا بالخروج من البلاد أو تضامنًا مع مواقف معارضة للنظام.
وتأتي هذه العودة الفنية في ظل تغيّرات سياسية ومجتمعية أعقبت سقوط النظام، أتاحت لطيور الفن السوري المهاجرة العودة إلى قلب سوريا الجديدة، على وجه الخصوص، الذين لم يسجّلوا أي حضور فني داخل سوريا طوال 13 عامًا مضت، ما يجعل ظهورهم مجددًا على الشاشة حدثًا بارزًا، يحظى بترقب شعبي وإشادة واسعة بمواقفهم السابقة.
وبحسب مصادر إعلامية سورية مطلعة، هناك احتمالية كبيرة لمشاركة كل من فارس الحلو، وسوسن أرشيد، وجلال الطويل، وآخرين في أعمال درامية جديدة تُعرض في موسم دراما رمضان 2026 المُقبل، لكن دون تأكيد رسمي حتى الآن بشأن مُشاركاتهم الجديدة في الدراما السورية.
يارا صبري
الفنانة يارا صبري، التي عادت مؤخرًا إلى سوريا بعد سنوات من الغياب، من أبرز الأسماء الفنية التي تتصدر الواجهة حاليًا في سوريا، بعد تأكيد مشاركتها في مسلسل “يوم وشوي”، الذي يُمثّل أول حضور درامي لها داخل سوريا منذ عام 2013، في خطوة تُعيد واحدة من أبرز الوجوه المعارضة للنظام إلى الشاشة المحلية، مع ترقب حضورها في موسم دراما رمضان 2026 المُقبل، بعد عروض فنية عدة تجري دراستها حاليًا.
ومن أبرز الأسماء الفنية العائدة إلى الدراما السورية، الفنان عبد الحكيم قطيفان، الذي يشارك في مسلسل “المليئية”، الذي بدأ تصويره في العاصمة دمشق مؤخرًا.
ويُعد ذلك الظهور الأول لقطيفان في الدراما السورية منذ مشاركته في الجزء الثالث من مسلسل “الولادة من الخاصرة” عام 2013، ليُدشن به عودته الأولى إلى الشاشة السورية بعد 12 عامًا من الغياب، في خطوة يرى فيها الجمهور عودة فنية لها بعدٌ رمزي كبير على فنان عُرف بمواقفه المُعارضة لنظام بشار الأسد.
أما الفنانة ديما بياعة، فقد أثارت عودتها إلى دمشق استعدادًا للمشاركة في مسلسل “عيلة الملك” تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل توقعات سابقة بعدم قدرتها على العودة إلى سوريا بسبب مواقف وتصريحات أثارت جدلًا، وتُسجل بياعة بمشاركتها في مسلسل “عيلة الملك” عودتها إلى الدراما السورية بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
ويُنتظر عودة الفنان جمال سليمان إلى الدراما السورية في مسلسل “الخروج من البئر”، الذي يتناول واقع المعتقلات، وعلى رأسها سجن “صيدنايا”، وبرغم تأجيل العمل في الموسم الماضي، عاد الحديث مؤخرًا عن بدء تصويره قريبًا، ليسجّل عودة سليمان بعد غياب 14 عامًا، منذ مشاركته في مسلسل “طالع الفضة”.
وأكدت مصادر إعلامية سورية مُتخصصة في الكتابة عن الفن، أن المشهد الدرامي السوري لم يستقر بشكل نهائي حتى اللحظة، مشيرة إلى أن ثمة مفاوضات لا تزال جارية مع عدد من الفنانين العائدين إلى البلاد، على حد قولهم.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز”، أن العروض الفنية الجديدة للعائدين إلى سوريا من الفنانين لا تستند إلى محاولات ترويج فنية أو سياسية، بل تعكس رغبة صادقة من صُناع الفن في سوريا إلى تطلعات الجمهور السوري برؤية فنانين ارتبطوا في ذاكرتهم بمواقف إنسانية ووطنية خلال سنوات الأزمة، من وجهة نظرهم.
وبيّنت المصادر أن غالبية المشروعات الدرامية المُرتقبة في موسم دراما رمضان 2026 المُقبل، ترتكز في الأساس على موضوعات فنية تمس الوجدان السوري، بأطروحات ورمزيات للواقع المأساوي الذي عايشته البلاد خلال أكثر من 13 عامًا من الثورة والحرب، ما يمنح هذه العودة الفنية بُعدًا أكبر من مجرد حضور على الشاشة، وفق تعبيرهم.
Comments are closed.