ظهر زعماء الثالوث النووي وضيوف الرئيس الصيني شي جين بينغ في حالة اتحاد وارتياح، لكن استعراض الصين لقوتها النوويّة والصاروخيّة كشف عن حالة تأهب واستعداد وكأن الحرب ستقوم غداً او يفرض السلام بقوة الردع النووي. وفحوى رسالة الرئيس الصيني واضحة في السبعين دقيقة لاستعراض القوة الضخم الذي أقامه في الذكرى الثمانين لنهاية الحرب مع اليابان، ولم تكن تكشيرة التنين عن أنيابه النوويّة طبيعية ولا قمة شنغهاي حدثاً عابراً، والرئيس شي اِستعد لها بطريقة الحفر بالأبر الصينية، مستثمرا حضور الدول المناوئة للولايات المتحدة الاميركية والمتذمرة من سياستها، من روسيا إلى كوريا الشمالية وإيران وحتى تركيا والهند ومصر العربية، وكان لافتاً الظهور النادر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي وصل بقطار مصفّح وركب إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بسيارة واحدة في زفة العرس النووي، كان ضيوف شي مزهوين بكل شيء حولهم من تنظيم دقيق وطائرات شبحية وصواريخ وقنابل نووية وحلفاء متراصين كحزام الظهر في وقت الشدة، وكان كل شيء مثيراً حتى المواقف المحرجة التي لم تفسد للود قضية، فالرئيس الصيني أعاد كفه فارغاً مرتين من المصافحة ولم تعطه زوجة الرئيس الماليزي كفها وانحنت أمامه باحترام كمسلمة ماليزية محافظة، تلتها ابنة الرئيس الإيراني الدكتورة فاطمة التي لا يتركها بزشكيان وحيدةً في بيته المفجوع.
واللافت ايضا هو اِصطفاف رئيس الوزراء الهندي مودي إلى جانب خصوم اميركا ليرد على ترامب رسومه الكمركية ومجاملته لباكستان، وبالطبع كان بزشكيان في أهم زيارة له قبل وبعد حرب الاثني عشر يوما مع إسرائيل وعلى اعتاب جولة أخرى قد تحصل بشكل أوسع وتجر معها أوروبا التي تفاوض إيران ويدها على الزناد، وهي الآلية التي رفضها الثالوث النووي، فيما نفّس الرئيس الاميركي دونالد ترامب قليلاً عن غضبه المكبوت بمنح فلاديمير بوتن مهلة أسبوعين وطلب منه أن يفعل شيئا لوقف الحرب مع اوكرانيا، وهكذا أصبحنا أمام سلاح نووي قد يكون منفلتاً في لحظة ما ، وما بين استعراض للقوة شرقاً، وقوة بلا استعراض غرباً، ورسائل التحدي أخذها ترامب على محمل الجد واستبدل اسم وزارة الدفاع البنتاغون بوزارة الحرب، ليناسب واقع الحال..وعاشت الأسامي التي تليق بهذا العالم المجنون.
عبد الهادي مهودر
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.