هل بلغت علاقة سعيد والغنوشي نقطة اللاعودة؟

تونس (عربي times)

رأى مراقبون ومتابعون للشأن السياسي في تونس أن استبعاد الرئيس التونسي قيس سعيد لرئيس البرلمان راشد الغنوشي من الاجتماع الرئاسي للمرة الثانية، يؤشر على دخول العلاقة بينهما نقطة اللاعودة، رغم تواتر الأنباء عن تقارب بين الرجلين خلال الآونة الأخيرة.

وأعلنت رئاسة الجمهورية، اليوم السبت، أنّ قيس سعيد أشرف على اجتماع طارئ في قصر قرطاج الرئاسي، حضره كلّ من رئيس الحكومة هشام المشيشي، ووزير الصحة بالإنابة محمد الطرابلسي، ومديرة ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة، ومدير معهد باستور الهاشمي الوزير، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.

لكن الاجتماع غاب عنه رئيس البرلمان راشد الغنوشي، ما أثار تكهنات بدخول الأزمة بين الرئيس والغنوشي منعرجا جديدا.

وردا على ذلك، شنّت حركة النهضة هجوما حادّا على الرئيس التونسي قيس سعيّد، معتبرة أنه كان من الواجب أن يعقد رئيس الدولة اجتماعا لمجلس الأمن القومي، لكنّه فضل تغيير تركيبة الاجتماع لاستبعاد الغنوشي منه.

واتهم القيادي البارز في حركة النهضة رفيق عبد السلام رئيس الدولة بالتمسك بالحسابات السياسية الضيقة، مضيفا أن ”رئيس الجمهورية مسكون بداء مزمن اسمه الاستفراد والاستحواذ، والدولة لها نواميسها وأعرافها التي يتوجّب احترامها من الجميع“، وفق تعبيره.

وتأتي مهاجمة رفيق عبد السلام لرئيس الدولة قيس سعيّد بعد أيام من دعوة مجلس شورى الحزب إلى وجوب احترام رئيس الدولة، ما يرجح أن تكون علاقة قيس سعيّد بحركة النهضة قد بلغت مرحلة اللاعودة بخصوص الصراعات المستمرة، وفق مراقبين.

واعتبر المحلل السياسي حسن القلعي أن ”تصريحات رئيس الدولة، وتصريحات قيادات حركة النهضة، تؤكّد أن العلاقة المتوترة بينهما مستمرة، وفي طريقها إلى قطيعة محتملة“.

وذكر القلعي، ، أن ”رئيس الدولة قيس سعيّد يرى أن حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي جزء كبير من الأزمات في البلاد، وبالتالي لا يمكن أن يكون أي حل بالتشارك، وهذه الفكرة هي المحرك لسوء العلاقة بينه وبين النهضة“.

وأضاف القلعي: ”اللقاء الذي جمع رئيسي الجمهورية والبرلمان منذ فترة لم يكن لتحقيق أي تسوية سياسية“، معتبرا أن ”حركة النهضة تريد التعامل مع مؤسسات طيعة لتنفيذ أجنداتها، غير أن رئيس الدولة يقف لها بالمرصاد، ولذلك يواجه سيلا من الانتقادات منها“.

من جانبه، رأى الناشط السياسي كريم بورزمة أن عودة الهجمات الحادة من قيادات بارزة في حركة النهضة ضدّ رئيس الدولة قيس سعيّد، من شأنها أن تقوض أي محاولة ممكنة للتهدئة السياسية في البلاد، مضيفا أن غاية حركة النهضة تأبيد الأزمة في البلاد.

واعتبر بورزمة،، أن ”حركة النهضة تهدف إلى توتير المناخات السياسية لإفشال مبادرة حكومة الإنقاذ التي تصاعدت الدعوات إليها، وإفشال كل عملية إصلاح سياسي من شأنها أن تخرجها من دائرة الحكم أو تعجّل بمحاسبتها“.

وأضاف بورزمة: ”الرئيس التونسي يدرك جيّدا انشغال حركة النهضة بالمناورات لضمان البقاء في الحكم، لذلك يعتقد أن كل الإصلاحات من الممكن تنفيذها بمعزل عنها، وعن الأجهزة التي تسيطر عليها، ومن بينها جزء من القضاء“.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي رياض حيدوري أن ”لحركة النهضة ورئيس الدولة مشروعين سياسيين مختلفين، لا يضمنان التقاء ممكنا بينهما، ما يعني أن الصراعات ستبقى مستمرة بينهما إلى أن يتمكن أحدهما من إسقاط الآخر“.

وأضاف حيدوري، في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أن ”رئيس الدولة يحظى بدعم شعبي واسع، بيد أنه تعوزه الآليات الكفيلة لكسب صراعه السياسي المستمر ضد النهضة“.

 

Comments are closed.