قيس سعيد يفاجئ الجميع.. ما الذي جرى في تونس؟

تونس (عربي times)

لم يأخذ أحد تهديداته على محمل الجد قبل أن يفاجئ الجميع بقرارات غير مسبوقة.. الرئيس التونسي قيس سعيد يتسلح بخبرته الدستورية الطويلة ويطيح بالحكومة ويجمد أنشطة البرلمان في خطوة وصفها خصومه بأنها ”انقلاب“ تجب معارضته في الشارع.

تونس مهد ثورة الياسمين تواجه واحدة من أكبر الأزمات السياسية منذ تذوقها الديمقراطية قبل عشر سنوات.

جذور الأزمة

إحدى أكبر القنابل السياسية الموقوتة في تونس هو غياب المحكمة الدستورية التي ينص عليها دستور 2014 للفصل في الخلافات بين فروع الدولة.

بعد سنوات من الجدل حول اختيار القضاة لم يتم تشكيل هذه المحكمة على الإطلاق.

أدى هذا الفراغ الخطير إلى تفسيرات متناقضة للقانون وتداخل في الصلاحيات بين السلطات المختلفة.

وظل قيس سعيد يذكر بصلاحياته ويهدد بالتدخل لحل أزمة البلاد السياسية، بينما كان رئيس الحكومة يرفض تأويلات قيس سعيد الدستورية.

تسلسل زمني

أكتوبر تشرين الأول 2019.. الناخبون يبدون استياءهم من الأحزاب الكبرى، وينتخبون في البداية برلمانا مقسما بقوة، ثم ينتخبون بعد ذلك السياسي المستقل قيس سعيد رئيسا للبلاد.

يناير كانون الثاني 2020.. بعد أشهر من المحاولات الفاشلة لتشكيل الحكومة أصبح إلياس الفخفاخ رئيسا للوزراء، لكنه أُجبر على الاستقالة في غضون أشهر بسبب فضيحة فساد.

أغسطس آب 2020.. قيس سعيد يعين هشام المشيشي رئيسا للوزراء، وسرعان ما يختلف الرجلان وتواجه حكومة المشيشي الهشة أزمة تلو الأخرى مع مواجهتها صعوبة في التصدي لجائحة كورونا والحاجة للقيام بإصلاحات عاجلة.

يناير كانون الثاني 2021.. بعد عشر سنوات على الثورة، احتجاجات جديدة تجتاح المدن التونسية ردا على اتهامات بعنف الشرطة، وبعد أن دمرت الجائحة اقتصادا ضعيفا بالفعل.

في الأشهر اللاحقة تفاقمت الأزمة الاقتصادية وتوالت الفضائح والمشاحنات داخل مجلس النواب ليصل الغضب الشعبي إلى مستوى قياسي.

يوليو 2021.. أدى الفشل في إدارة أزمة فيروس كورونا إلى انهيار المنظومة الصحية وواجهت تونس وضعا عصيبا في التعامل مع الجائحة، وفي الشهر نفسه خرجت احتجاجات واسعة تطالب بإسقاط المنظومة السياسية ليتدخل قيس سعيد ويعلن قراراته غير المسبوقة.

إلى أين تتجه الأحداث؟

حظي قيس سعيد حتى الآن بدعم شعبي واسع، وتجمعت حشود ضخمة لدعمه، كما حظي بدعم حاسم من المؤسستين العسكرية والأمنية.

لكن قيس سعيد يواجه معارضة قوية من أكبر الأحزاب السياسية في البرلمان وعلى رأسها حزبا حركة النهضة وقلب تونس، وهو ما ينذر بتوتر كبير واحتقان خلال الأيام المقبلة، فإلى أين تتجه تونس بعد عشر سنوات من الثورة؟

Comments are closed.