المستقبل.. وما يضمر لنا ؟

أن من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة، يقيناً إنه سوف يرى  الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة،ايضاً،من هنا،ومن هذ الباب نستقبل صحة قول وقيمة جوهر من أفت وقال؛”من أننا قد دخَلنا القرن الواحد العشرين بدون بوصلة”،وحقيقة فَشلنا المُزمن في عدم فهمِنا وسعة عمقِ دراستنا الواجبة لفحص وتمحيص مجريات ما جَرى ويجري في عالمٍ يسير بسوارع خطى خاطفة وفائقة الدقة ،سعياً حثيثاً للحصول على نتائج ما يديم وجودنا،وفي أن نكون بالمستوى الذي ينبغي ويجب،ثمة مقولة واقعيّة ومقلقة-في ذات المنحى- لعالم الكيمياء المصري الأصل-الأمريكي الجنسيّة، د.أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل/1999 ترى بأننا لسنا “أغبياء” والغرب “عباقرة” كل ما في الأمر الغرب “يُنجّحون” الفاشل،ونحن “ُنُفشل” الناجح.

أذن ما علينا سوى فهم طبيعة التواصل والسعي للنهوض من خلال التعويض على ما فات ومرّ بالسعي والسبيل في تجاوز ما حصل وما قد يحصل إن بقي الحال على حاله،فليس غير مبدأ “التعويض” وأخذه سبيلاً ووسيلة واقية عن معنى وجودنا في خرائط ومنبئات الواقع الحقيقي الذي نعيش،وأن نشارك من يعيش معنا على كوكب الاأرض أخذاً وعطاءً، وتبادل خبرات لا أن نبقى مستهلكين لما ينتجه الأخر في كافة ميادين العلم والمعرفة والتكنلوجيا بشقيها العلمي والعملي والرقمي الذي يجتاح عالمنا في ضوء وظل ظروف عالم متسارع،متصارع يسابق بعضه البعض من أجل ديمومة فعل المشاركة وقدرات التحدّي بحاصل تغيير جميع متغيراتها بما يناسب ويوازِ سرعة الإيقاع الذي تسير على منواله أمور الدنيا في حيوات جميع تلك الدول والشعوب التي وصل بعضها لما يُعرف ب”رفاهية الحيوانات”.

نعم فالمستقبل لايرحم من يبقى يرواح في مكانه،أجد أن أقف عند وصفٍ عاصفٍ للمحلل والمفكر الفين توفلر يرد ما نصّه في كتابه “تحوّل السلطة” وهو ينعتنا أو يصفنا ب”بالمقصوفون بالمستقبل”،سيقول من يقول من أننا ضحايا لسلسلة حروب تخلّلتها وأجتاحتها ظروف صعبة وقاسية فضلا عن حصارات متوالية،ظالمة لا مبررّ لها،ثم ما تلا بعد عام إحتلال العراق في حرب الربيع عليه نيسان /2003.

وما شهدنا من تهديدات وتوّترات ونعرات ورهانات خاسرة في جميع نواتجها،حتى من يعتقد إنه الرابح منها وهماً على وهم ٍوخديعة طوال هذه السنوات المرّة التي مرّت،وحان آن وأوان تجاوزها من أجل كسب ضمان ما يتطلّبه وينتظره منا المستقبل، وما علينا سوى التفاعل و التجاوب معه،وما عسى علينا نفعل ونعمل وحقيقة أن نكون بمستوى تأريخنا وعمق حضاراتنا المتعاقبة على مرّ الأزمنة، ثمة حكمة عظيمة لإمام الحكمة علي أبن أبي طالب تقول؛”من تشابه يوماه،فهو مغبون”.
حسن عبدالحميد

كاتب واعلامي

العراقي

Hasanhameed2000@yahoo.com

Comments are closed.