بريطانيا تكافح للبقاء خارج حرب ترامب

لندن (عربيtimes)

قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إن معركة بريطانيا للبقاء خارج حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية صعبة، إذ تفرض التعريفات الجمركية الأمريكية أضرارًا كبيرة على اقتصاد المملكة المتحدة قد يكون من الصعب تجنبها.

وفي حين هدد ترامب الاتحاد الاوربي برسوم جمركية “كبيرة للغاية”، بعد فرض رسوم بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين، تراقب الحكومة البريطانية بقلق تحركات أكبر اقتصاد في العالم، إذ تلوح في الأفق حرب تجارية شاملة.

وقال ترامب ردًا على سؤال حول ما إذا كان سيفرض تعريفات على اوربا: “هل تريدون إجابة صادقة أم إجابة سياسية؟ بالتأكيد سنفرض. لقد عاملنا الاتحاد الأوروبي بطريقة فظيعة للغاية”.

ويأمل رئيس الوزراء كير ستارمر وحلفاؤه، في بريطانيا، تجنب الوقوع في مرمى نيران ترامب، متشبثين بالإحصاءات الأمريكية التي تظهر أن الولايات المتحدة تبيع أكثر مما تشتري من بريطانيا.

إلا أن خبراء يحذرون من أنه لا أحد في مأمن، إذ يستهدف ترامب الجيران والحلفاء والأعداء لمجرد نزوة.

وتشير الصحيفة إلى أن المخاطر التي يواجهها اقتصاد المملكة المتحدة ، الذي يعاني تضخم الديون، كبيرة، حتى وإن لم تكن بريطانيا الهدف المباشر.

وفي عام 2023، صدرت المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة سلعًا وخدمات بقيمة 187 مليار جنيه إسترليني، شمل 60 مليارًا فقط سلعًا مثل اللقاحات والسيارات، والباقي كان خدمات يصعب استهدافها بالتعريفات الجمركية.

وأظهرت البيانات أن مبيعات المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة تتجاوز قليلاً وارداتها منها، بينما تظهر الأرقام الأمريكية أن لديها فائضًا تجاريًا في السلع قدره 9.7 مليار دولار.

لكن بريطانيا تمثل حوالي 2% فقط من واردات السلع الامريكية مما يجعل الوزراء يأملون في أن تسهم السياسة الفعالة في إبقاء الشركات البريطانية بعيدًا عن تأثيرات ترامب.

ومع ذلك، تحذر الصحيفة من أنه حتى لو نجح ستارمر في تجنب أنظار ترامب، فإن تأثيرات التعريفات الجمركية والحرب التجارية ستكون محسوسة في بريطانيا، خاصة على تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يؤثر في وزارة الخزانة والمواطنين الراغبين في الحصول على قروض عقارية.

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة لا تزال مرتبطة بالاتحاد الأوروبي، يحذر اقتصاديون من أن الاقتصاد البريطاني سيكون عرضة لتباطوء النمو في أسواق الاتحاد الأوروبي نتيجة هذه التعريفات.

وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن هناك بعض الجوانب الإيجابية المحتملة لهذه التعريفات بالنسبة للمملكة المتحدة، إذ قد تبيع الدول التي تعاني من الرسوم الجمركية سلعها بأسعار أرخص لبريطانيا، أو تصبح أكثر انفتاحًا على التفاوض على صفقات تجارية.

Comments are closed.