تفاوض ام استسلام ..هل وافقت اوكرانيا على انهاء الحرب ؟

كييف (عربي times)

بالتزامن مع وصول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى موسكو، ولقائه بالرئيس الروسي غلاديمير بوتين ، خرج من كييف واحد من أكثر التصريحات دلالة على بدء تحول الموقف الأوكراني “المتصلّب” إلى مرونة قابلة لأكثر من قراءة، بين اعتبارها قبولاً بـ “حل مؤلم”، أو إطلاقها بالون اختبار.

ففي تصريحات تلفزيونية قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن بلاده قد تضطرّ إلى التخلي عن أراضٍ لصالح روسيا بغية التوصّل إلى “سلام مؤقت” مع موسكو.

وإن حملت تصريحات كليتشكو تأكيداً مكرراً على أن التنازل عن الأراضي سيكون “من أجل سلام مؤقت، ولحل مؤقت”، إلا أنه يمثل تصدعاً يزداد في الطبقة السياسية الأوكرانية، ويمثل رئيس بلدية كييف أحد الأصوات “الوازنة” الداعية إلى استغلال المبادرات التي يطرحها الرئيس الأمريكي للخروج من الحرب ولو عبر “حلّ مؤلم”.

وحمل ويتكوف إلى موسكو مقترح سلام يدعو إلى اعتراف أمريكي قانوني بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وهي شبه الجزيرة الأوكرانية التي استولت عليها موسكو وضمتها عام 2014، إضافة إلى اعتراف فعلي بسيطرة روسيا على مناطق جنوب وشرق أوكرانيا التي تسيطر عليها قوات موسكو.

وهو أمر رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يواجه ضغوطاً محلية لا تقل ثقلاً عن الضغوط الخارجية، خصوصاً من الجناح الذي يدفع باتجاه رفض “الاستسلام” لطروحات ترامب، كما نقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤولين وبرلمانيين اعتبروا الخطة التي يحملها ويتكوف “استسلاماً للمعتدي”.

وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو في منشور عبر “إكس” أن “أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لا للاستسلام”، كما طالبت النائبة جيراشينكو، وهي معارضة عن حزب التضامن الأوروبي، في منشور عبر “فيسبوك” بالاطلاع على تقدم عملية التفاوض، “ليس من خلال وسائل الإعلام الدولية، أو وزير الخارجية روبيو، أو الممثلين الخاصين ويتكوف وكيلوغ، بل من خلال السلطات الأوكرانية”.

وبين الضغوط الداخلية المتناقضة بين الرفض والقبول، يواصل ترامب الضغط الإعلامي على زيلينسكي “الذي لا يملك أي أوراق تحسن من وضعه التفاوضي” كما قال الرئيس الأمريكي الذي اعتبر أيضاً أن التفاوض مع موسكو أسهل بكثير منه مع كييف، وهو ما مثّل ميلاً ليس جديداً نحو نظيره الروسي.

ويتنامى القلق الأوكراني والأوروبي من التحسّن الكبير في العلاقات بين ترامب وروسيا بقيادة بوتين، بل تذهب “نيويورك تايمز” نحو القول بأن القادة الأوروبيين، الذين قضوا أسابيع في محاولة دعم موقف أوكرانيا من خلال التوسط في محادثات السلام مع الولايات المتحدة، تلقوا ضربة في الظهر، باقتراح الرئيس الأمريكي بشأن القرم.

ويرجح مراقبون أن يكون التصريح الأوكراني “المتنازل” هو رد غير مباشر على التصريح الحاسم لترامب، الجمعة، بأن “القرم ستبقى مع روسيا”، بهدف كسب الوقت وتجنّب التمادي في التصادم معه، وإطلاق بالون اختبار، خصوصاً أن مفاجآت الرئيس الأمريكي لا يمكن التبؤ بها، وهو الذي كتب بعد لحظات من لقاء ويتكوف مع بوتين أن “النجاح يبدو في المستقبل”.

Comments are closed.