امة عربية ؟

شعار حزب البعث المنحل وربما ايضا شعار بعض احزاب الحكم في العراق وربما يستفز الكثير هذا العنوان ،لكن لابد من قراءة العمود حتى نصل الى المعنى ، لم ير احد من العراقيين حزباً حكم بالحديد والنار مثلما حكم حزب البعث خلال عقود خلت (35) عاماً من التمسك بالسلطة دون هوادة ،حتى وصل الامر بالناس انهم يخشون على انفسهم من انفسهم ، لما للحزب من قدرة خارقة على ادخال الرعب والخوف في قلوب المواطنين بوسائل شتى ،حتى بات المواطن يخشى من اطفاله (الخدج) في مناسبة للحزب او من غير مناسبة خشية ان يستقر المقام بالآباء في سجون الظلمات او نزلاء مقابر العراق ،حتى تبخر الحزب وانتهى الى مزابل التاريخ واصبح من الماضي تلاحقه لعنات الثكالى واليتامى والارامل والمهجرين والمهاجرين والشباب الذين توزعوا بين الامصار وتحت الارضين .

أسوق هذه المقدمة لأذكر احزاب السلطة الحالية التي تحكم العراق (المنقسم) حزبيا وطائفياً تحت عنون (المحاصصة) البغيضة منذ الغزو الامريكي البربري الاسود للعراق وحتى  يومنا هذا ،لماذا لايأخذون (الدروس والعبر من الحزب الذي سبقهم ؟،وربما يتحدث (منافق) ويقول لا توجد مقارنة بين حزب البعث والاحزاب الحالية ،فأقول لنفتح ملف الكهرباء انموذجاً صارخا بالرغم من انه (ملف سياسي) بامتياز (12) عاماً قضت لم ير المواطن كهرباء لمدة (12) ساعة ،فهل عجزت احزاب السلطة مجتمعة ان توفر للمواطن (حقه من الكهرباء) ليشعر بإنسانيته (المنتهكة) بقصد، هذا باب واحد وما يترتب عليه من هموم ترافقه يومياً جراء عدم وجود اليات وبدائل وخطط طموحة للنهوض باهم وافضل قطاع حيوي يحتاجه الجميع حكاما ومحكومون .

العراقي الان ..يستجدي ،يهاجر ، جوازه (صفر) لا قيمة له وعاصمته الاسوأ في العالم ،يقتل ويشرد ،كل شيء يسير عكسا (لا زراعة ولا اقتصاد لا بناء البطالة متفشية (الامن نسبي) وهذا يقارن بسنوات الضياع والحرمان والفاقة والموت المقصود الذي فرضه النظام المباد بعد اجتياح الكويت ،منذ عام 1990 وحتى عام 2003 ، (13) عاما والمواطن يتنفس الموت والجوع ويخشى من خدمة (الاحتياط) وغيرها من العناوين التي يعرفها الجميع  ،هذه هي المقارنة ، احزاب السلطة ومشروعها يسير على وفق خطط مدروسة حالها حال الحزب المحظور (الامتيازات والقصور والحصانة ) والاستثمار ،فهل نسي المواطن اتهام الكتل لبعضها بعضا ،سقوط الموصل (انموذجا ) اليس من المجحف ان يصل الحال بالمواطن ان يفضل (قوارب الموت) على البقاء في الوطن دون ان يرى النور في نهاية النفق؟.

للأسف ..حالياً احزاب السلطة تراعي مصالح (الزعامات) ،وكذلك كان اعضاء حزب البعث يراعون مصالح (زعيمهم) فهل يوجد فرق ؟ لا يوجد حتى من يهاجم احد الزعماء الحاليين فان المسلحين (سيكرمونه!) ايضاً كان فدائيو صدام يقطعون (لسان) كل من ينبس ببنت شفه (لقائد الجمع المؤمن) ؟!،.

اقول لكل احزاب السلطة …، طال الزمن ام قصر ؟ستشربون من ذات الكأس الذي شربه الحزب الشوفيني البعث المباد ،شئتم ام ابيتم ؟ما حصل ولايزال يحصل في العراق خلال 12 عاماً هو عمليات ( كر وفر) دولية واقليمية بادوات (عراقية )،للاسف تحالف بقايا النظام السابق وبعض الاحزاب لابقاء العراق تحت (الوصايا) لبعض الزعامات، فوضى وانشقاقات وقتل يومي ممنهج وتهجير وفقر وموت مجاني ، الم يتهم السيد العبادي بعض الاحزاب لتضررها من (ورقة الاصلاح) وعرقلتهم الجهود الرامية لانتشال العراق من براثن (المحن والفتن ).. والاحزاب اذا لا شيء تغير فالاحزاب استنساخ لتجارب سابقة وصدق الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله تعالى ،القائل ( من تحزب خائن ) ؟.

محمد داود عيسى

Comments are closed.