الذي قال باضافة القمر الى النجوم الثلاث عشرة في علم الولايات المتحدة لانه بات«ولاية اميركية» يقف مذهولاً الآن لان المعركة الرئاسية تحولت الى «معركة بين السراويل الداخلية».
يسأل المخرج الهوليووي الشهير مايكل مور عن القضايا الكبرى في الصراع بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. لا شيء من هذا، بل تراشق بالفضائح، ليلاحظ، مذعوراً ان المسائل الاستراتيجية التي هي التحدي الكبير في القرن الحادي والعشرين باتت من صلاحيات البنتاغون واجهزة الاستخبارات.
في نظره «بعد حين قد يتحول الكونغرس الى متحف لتماثيل الشمع»، و«لا غرابة ان نأتي بمهرج الى البيت الابيض» ما دام القرار، واهل القرار، في مكان آخر…
مور يصف ترامب بـ«الشمبانزي الازرق العينين الذي يهز اردافه وسط الجلسة». لا يعجبه منظر هيلاري كلينتون وهي تتراقص على الخشبة «هل ستقلدين الليدي غاغا ايضاً عندما تدخلين الى المكتب البيضاوي؟».
الرجل الذي طالما قيل انه يلاحق التفاصيل الاميركية بالاشعة ما تحت الحمراء، يرى ان مصطلح «الدولة العميقة» الذي يستخدم كثيراً في العالم الثالث انما يصلح للولايات المتحدة اكثر من اي دولة في العالم. ليس هناك من رئيس تسلط عليه الاضواء مثل الرئيس الاميركي، ولكن ماذا وراء هذه الاضواء؟.
في الظل، الادمغة الثقيلة والاحذية الثقيلة. هناك يتم تصنيع الرجال بمواصفات تليق بانصاف الآلهة وربما بالآلهة ايضاً. هؤلاء هم الذين يحكمون الكرة الارضية، اما الذين يتراشقون بالسراويل الداخلية فهم الواجهة الزجاجية للمجمع الصناعي – العسكري (والآن الاستخباراتي) الذي حذر منه دوايت ايزنهاور، وهو بطل النورماندي، في خطبة الوداع.
الفرنسي جان دانييل يشارك مايكل مور نظرته، ويسأل ما اذا كان هناك من سيناريو خفي لدفع القيادة السياسية في الولايات المتحدة الى الهلهلة. استطراداً، هل يتسلم الجنرالات السلطة في اميركا؟
دونالد ترامب صدم الجميع. ديفيد ماكوفسكي، الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى لا يرى مبرراً للاستغراب، فحين تنتج وول ستريت، او هوليوود، او حين ينتج البنتاغون او الـ«سي.آي.اي» رئيساً، لماذا لا تعطى هذه الفرصة الذهبية للاس فيغاس؟
اكثر من باحث اميركي قال ان شفتي مارلين مونرو، العابرتين للازمنة، ساهمتا، وبشكل مباشر، في تقويض الاتحاد السوفياتي. قطعاً لا يمتلك دونالد ترامب اي «لحظة سوية» في شخصيته. هو خبير في بنات الهوى اكثر بكثير من خبرته في القاذفات والغواصات النووية.
حتى اللحظة الاخيرة، وما بعد اللحظة الاخيرة، ظلت الارقام تتأرجح، بدا جلياً ان هناك وراء الستار من يتولى ادارة الرأي العام، لماذا اثار مدير الـ«اف بي. آي» جيمس كومي ملف هيلاري كلينتون في الاسبوع الاخير من «الثلاثاء الكبير» ثم اقفله بتلك الطريقة التي تترك المجال امام شتى علامات الاستهفام؟
قلنا «الدولة العميقة» ليس صحيحاً انها الامبراطورية العارية، كما تصور مايكل مور. كان جورج دبلــيو بوش واثقاً من ان الله يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وكان ثمة خط ساخن بين البيت الابيض والسماء.
شراكة بين الاله الاميركي والاله الآخر لادارة الكرة الارضية، يا للتواضع الاميركي حين يتم الاعتراف بـ«القــطب الآخر» بعدما اوحى الرئيس جورج بوش الاب بان الـــنظام العالمي الجديد يدار من واشــنطن، من واشــنطن فــقط، البولوني زيغــنيو بريجنـــسكي عقب على ذلك «قد يكون باستطاعتك القول بتنحية الشيطان بعد زوال الاتحاد السوفياتي، ولكن ان تقول بتنحية الله؟».
لا تكترثوا كثيراً بما قالته او تقوله صناديق الاقتراع. انظروا بعمق الـ«الدولة العميقة» في اميركا و…تبصّروا!.
9 تشرين الثاني 2016 الساعة 01:19
Comments are closed.