آفاق .. كسب القلوب

لعل السؤال الأكثر إلحاحاً وسط سيل الأسئلة المستولدة من رحم التطورات المتلاحقة بعد بدء صناعة الاعلام في ثوان ، وتسويقه عبر وسائل  متنوعة تعمل على وفق توجيهات متنوعة  سواء اكانوا فضائيات ام وكالات ام اذاعات ام صحف ؟، كم سيصمدون امام الذوق العام ؟،فالناس تختلف ثقافتاهم وتتنوع  بين مشاهد وآخر ، لكن السؤال المهم ان الابداع (يولد ) ولا (يصنع) لان الولادة تحمل نبتة النمو والازدهار والسير قدما نحو المجد اما (الصناعة) فهي بضاعة فاسدة لا تقوى اياما ان لم نقل ساعات ؟،وهناك شواهد كثيرة لمؤسسات تعمل على وفق اجندات (خبيثة) تنفث سمومها هنا وهناك وما اكثرها وتسوق (بضاعة فاسدة اكسبا ير انتهت صلاحيتها مهنياً واعلامياً وشعبياً ووجودها رقم ليس الا .

نسوق المقدمة ونحن نشاهد الكم الهائل من وسائل الاعلام الذي بدأ ينخر بجسد الجماهير دون رادع او رقيب ، وكيف يقلب الحقائق من اجل تمرير جنون وليس فنوناً صحفية ،على قاعدة (اشتم واقبض ) ، او تسويق اعلام آخر (هزيل يحبو) وعلى طريقة (سلق البيض) مجرد (تهريج)؟  لكن ! من يشاهد الفضائية المميزة (آفاق ) يدرك انها (امبراطورية) مختلفة ، تسعى جاهدة لتقديم خدمة إخبارية مستقلة ،ذات طابع مهني تفرق بين الخبر والرأي بعيداً عن التشويش والتشهير ،حصدت قلوب المشاهدين بفوزها باستفتاء عام 2016 ،بعيداً عن سطوة الأيدلوجيا التي غالباً ما تغير مسار الحقيقة ،(آفاق) لا تعمل على حجب المعلومة الصحيحة ،تحمل على عاتقها سرعة أخبارها وصدقيه مصادرها، كما توفر لمشاهديها مساحة من الحرية للمشاركة بالرأي والنقد البناء الذي يبتعد عن الإساءة الشخصية والتجريح .

سؤال يحضر على ألسنة الجميع دون استثناء.. من كان يعوّل على كثير من الفضائيات التي لمع نجمهم  (صناعياً واختفوا) في ليلة وضحاها وباتوا من المنسيين او ذكرى عابرة ، ويراهنون على أدواتهم (في برامج الصراخ والصياح )  بما تحمله من حالة الصراخ الاعلاني اليومي الباذخ واضحة بعد سنوات من الاعداد والتسويق للجمهور، انهم لاشيء وبضاعتهم كاسدة وبرامجهم فاسدة، لا تستحق حتى السمع وليس المشاهدة لأنها ببساطة استنساخ فاشل  .

كل ذلك جعل من فضائية (آفاق) انموذج اعلامي مميز في زمن ( تناسل الاقلام المكسورة وتكاثرها بشكل مرعب) التي تعتاش على خداع الناس باخبار (كلاسيكية ) على طريقة (زار وفد، استقبل ،وودع ..خبر مطاطي ..لا يقدم اي معلومة ..ويحمل الكثير من التأويلات، وبرامج ودورات اعلامية ترتقي الى مستوى ( الهبل ) ،ونحن نشاهد (آفاق) وهي تسبح في بحر الابداع  تلفت الانظار بحضورها الراقي وعذوبة ما تقدم من (حق وحقيق) واعلام هادف يرتقي الى ادوات العصر ،ويقترب من (صوت الناس ) وهذا ما يميزها افق ( كسب القلوب) وحتى لا نبتعد كثيرا ، الفضائيات العراقية وما اكثرها ، تقدم اخبارا تخضع لنظام (الاولوية) والمواطن يكون خبرها (الاخير ) وفي ذيل الترتيب ،حتى لو استشهد عشرات المواطنين ،والبعض الاخر من الفضائيات وقبل عملية تحرير نينوى ، تحولت  الى ( وزارة اعلام داعش ) والبعض الثالث يتواءم  مع ممولي داعش واشباههم من (عربان وغربان)  .

آفاق ..فضائية يفهمها الجميع… ورسالة اعلامية مؤثرة، تختصر كل شيء لتقدم لمشاهديها ، ابرز الاحداث وملخصها .. صورة واحدة  لمعرفة احداث العالم ..عالم واحد مهما اختلفت الآراء ، مرحى لابداع بدأ كبيراً واصبح اكبر واكبر ،ليقدم القيمة الحقيقة لجمهور انتظر طويلاً (لإبن شرعي) يكون صوتاً له في ظل الفوضى الخلاقة .

محمد داود عيسى / رئيس التحرير

Comments are closed.