معارك الحدود الباسلة

في هذه المقالة المهمة يكشف لنا العميد الحقوقي عبد الكريم سعيد البيضاني عن صفحة اخرى من صفحات المواقف والبطولات لجيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة ومنها قوات الحدود التي سجلت مفخرة اخرى في هذه المعركة التي تحدث عنها السيد العميد والتي احاطتها الاسرار والمفاجات وتثير الاعجاب وذلك لصعوبة المنطقة ولوجود البيئة الحاضنة والملائمة لداعش ، فحيا الله الابطال وحفظهم .

المعركة الاولى للدفاع عن قاعدة المرصنة العميد الحقوقي عبدالكريم سعيد البيضاني تكلمنا في مقال سابق عن تحرير قضاء الرطبة وقيام الفوج الاول من لواء مغاوير قيادة قوات الحدود بتحرير قاعدة المرصنة وهي قاعدة تقع في موقع استراتيجي عند افتراق الطريق الدولي الذي يذهب الى الاردن وسوريا، يحدها من الشمال وادي الولج ومن الجنوب وادي الملوسي وهي تبعد عن منفذ طريبيل بمسافة 70كم وعن منفذ الوليد بمسافة 65كم وتبعد عن مدينة الرطبة بمسافة 70كم وتبعد عن مدينة القائم بمسافة 260كم، ويوجد فيها مطار عسكري هو مطار الوليد الشمالي الغربي ساهم مساهمة فعالة في اسناد القطعات المتقدمة لقتال داعش.. ولأهمية الموقع الستراتيجي والعسكري للقاعدة، قام الدواعش بشن عدت هجمات لغرض السيطرة عليها وقد خاضت قيادة قوات الحدود معارك دفاعية شرسة مع الدواعش للدفاع عن هذه القاعدة المهمة.. واليوم نتحدث عن الهجوم الاول الذي شنه الدواعش على قاعدة المرصنة. في تمام الساعة 1400 من يوم 10/8/2016 قامت عناصر داعش الارهابية بالهجوم على مقر الفوج الاول لواء المغاوير في قاعدة المرصنة وتم تطويق الفوج من كافة الاتجاهات وتقدر عدد العجلات المهاجمة بأكثر من 37 عجلة واستخدمت كافة الاسلحة المتوسطة والثقيلة في الهجوم رشاشة 23ملم م.ط ورشاشة 5ر14ملم م.ط والهاونات 120ملم.. وفي نفس الوقت قام الدواعش بالهجوم على الفوج الثاني لواء المغاوير القريب من الفوج الاول لغرض تحييدهم وعدم تقديمهم الاسناد للفوج الاول الذي يتعرض للهجوم الرئيسي.. هب ضباط ومنتسبي الفوج لصد هجوم العدو، وكان من اول مهام أمر الفوج العقيد الركن عبدالامير خضير عباس خلف التميمي هو معرفة محور الهجوم الرئيسي واستطاع تحديد هذا المحور وهو من جهة شمال القاعدة من وادي الملوسي حيث شاهد كثرة السيارات المصفحة في هذا المحور، ويشغل هذا المحور، السرية الثالثة من فوج المغاوير بأمرة م.أول علي عبيد سلمان محمد العابدي الذي أبدى بسالة فائقة هو وجنوده في الدفاع والصمود.. فأمر أمر الفوج -بعد ان تأكد من محور الهجوم الرئيسي- القوة الاحتياطية المتمثلة بسرية المقر وحماية امر الفوج بالتوجه الى هذا المحور، وبدأ العدو بالتقدم بالسيارات المصفحة ومن خلفها الارهابيين الدواعش، لم تستطع نيران المقاتلين ضباط ومنتسبي الفوج بالتأثير على الدواعش نتيجة اختبائهم خلف السيارات المصفحة، وبعد ان وصلت قوة العدو الدواعش الى مسافة قريبة من الساتر الترابي اقل من 100 متر بدأ الارهابيين بالخروج من خلف السيارات المصفحة واخذوا تشكيل النسق -وهو التشكيل الذي تتم به الصولة والهجوم-، وهنا صمد ضباط ومنتسبي الفوج واستطاعوا فتح نيران كثيفة على قوة العدو المهاجمة وتكبيده خسائر كبيرة ولم يتركوا مواضعهم رغم وصول العدو الى مسافة قريبة منهم وجرى الاشتباك بالرمانات اليدوية، واستمرت المعركة اكثر من ساعتين. ونتيجة الصمود والبسالة التي ابداها ضباط ومنتسبو الفوج الاول لواء المغاوير، ولى العدو خائباً مدحوراً. تم قتل ثلاثة عشر ارهابياً وعدد كبير من الجرحى، وتم مشاهدتهم بالعين المجردة وهم يخلون قتلاهم وجرحاهم، وتم الاستيلاء على عجلة مصفحة فيها رشاشة احادية عيار 5ر12ملم.. أما تضحياتنا من ابناء الفوج الاول مغاوير استشهاد ر.ع محمد عبيد جميل علي المسعودي وأصابة أمر السرية الثالثة م.أول علي عبيد سلمان محمد العابدي باطلاقة في الفخذ الايسر ومن المواقف البطولية ان هذا الضابط الشهم استمر بالقتال رغم اصابته. وبعد انتهاء الهجوم وتحقيق النصر بدأ امر الفوج والضباط بدراسة وتحليل المعركة والهجوم الذي تصدوا له ومحاولة أخذ الدروس والعبر منه للاستفادة منها في المحاولات الاخرى التي قد يلجأ اليها العدو. وتم اتخاذ اجراءات وقائية لغرض منع وصول العدو الى الساتر الترابي وهو خط الدفاع الاول، فتم حفر شق امام الساتر الترابي لغرض عرقلة وصول العجلات المفخخة، ووضع الواح خشب طول كل لوح 5م ووضع المسامير فيه امام الشق لمنع وصولها الى الموضع الدفاعي، وتم توزيع الاقواس النارية على المقاتلين ووضع خطة نارية متكاملة. ربما معطيات الواقع تجعلنا من الصعب ان نذكر كافة اسماء المقاتلين اقراراً لهم بالدور والبطولة والدفاع، الا أننا يمكن ان نذكر اسماء قادتهم وآمريهم في هذه المعركة وهم: أمر سرية المقر النقيب مهند احمد عبدالله مراح المفرجي وأمر السرية الاولى النقيب محمد ثامر ابراهيم وامر السرية الثانية النقيب مصطفى جاسم محمد وأمر السرية الثالثة م.أول علي عبيد سلمان محمد العابدي وأمر السرية الرابعة م.أول احمد فليح هادي الكعبي. وبالتالي فأننا نكتب تاريخ احداث مهمة ونذكر تاريخ قد يتجاهله البعض لان المواقف والبطولات في معارك قد يعدها البعض ثانوية، لكنها اساسية ومهمة في تحقيق الصمود وصناعة النصر، وأننا بهذا نقر بدور وبطولات افراد، وليس كتابة تاريخ القادة والقيادات العليا فقط.

عبد الحميد الكناني

كاتب واعلامي وباحث

العراق

Comments are closed.