طرابلس (عربي times)
عاد الحديث مجددا عن اللجوء لنظام فيدرالي كأحد خيارات حل الأزمة الليبية، في ظل تطورات متسارعة ميدانيا، وفشل مفاوضات سياسية منذ سنوات، في التوصل لاتفاق جامع بين شرق وغرب البلاد، ومع رغبة لدى إقليم برقة منذ سنوات لتطبيق هذا النظام، فهل يجد قبولا لدى الأطراف السياسية والقبائل خلال الفترة المقبلة؟
يعتقد متابعون ليبيون أن فقدان الثقة بين الأطراف كافة، جعلت فكرة الفيدرالية مقبولة على الأقل للنقاش، بعد معارضة كبيرة لها عندما طرحت في العام 2012.
الناشط الليبي عبدالكريم العبيدي يرى أن ”النظام الفيدرالي بات الحل الأخير لإرساء الاستقرار في ليبيا، بعدما فشلت كل المفاوضات التي قادتها جهات عديدة منها الأمم المتحدة ودول صديقة منذ أكثر من 7 سنوات“.
وأعاد العبيدي التذكير، في تصريح لـ“إرم نيوز“، بطرح التيار الفيدرالي تطبيق هذا النظام قبل سنوات في قراءة مسبقة لهذه الصورة الحالية، قائلا: ”لو تم إقرار مشروع الفيدرالية لكانت الأقاليم استطاعت السيطرة محليا على مشاكلها“.
وتابع أن ”برقة (شرق ليبيا) هي حاليا بمثابة دولة آمنة ومستقرة، لا توجد اعتداءات بين مدنها وقبائلها، كما أن السلاح بيد المؤسسات الرسمية“.
أما الأكاديمي الليبي فائق العزابي، فيقول إنه رغم معارضته للفيدرالية، لكن ”الأوضاع الحالية في ليبيا لم يعد يصلح لها سوى هذا النظام“، وفق قوله.
وأضاف العزابي، أن ”تسلط الميليشيات في غرب ليبيا، بدعم تركي، هو من أوجد التقسيم الحالي، وأحدث شرخا في العلاقات بين شرق وغرب ليبيا لن يُجبر بسهولة ولن تترك أثاره أي فرصة لقيام مؤسسات موحدة، وسيكون الرفض والتشكيك وسوء النوايا هو الأكثر وجودا من الطرفين“.
وأشار إلى أن ”المجموعات المتنفذة في غرب ليبيا رغم شعاراتها المعتمدة على مبدأ ليبيا واحدة غير صادقة، لكن نظرا لأن 84% من ثروات ليبيا في شرقها، فهي تبحث عن سبيل للسيطرة على هذه الثروات“.
وحسب المحلل السياسي طاهر بن سعيد، فإن ”كل المحاولات التي طرحت لتوحيد مؤسسات الدولة ومكوناتها صاحبها الفشل، بداية باتفاق الصخیرات ومخرجاته من خلال حكومة تسيطر عليها قيادات متطرفة وتسيرها شخصيات متنفذة بالسلاح“.
ورأى بن سعيد، أن فشل كافة مقترحات المبعوثين الأممين إلى ليبيا ترجع إلى كونها لم تعبر عن آراء مكونات الشعب الليبي وأهمها القبائل، التي تم تهميشها طوال السنوات الماضية، وفق قوله.
وأوضح أن ”مخرجات جنیف وبرلين وموسكو فشلت أيضًا لأنها تسعى لإيجاد حكومة توافقية بين أجزاء ومكونات اجتماعية بينها فجوة واسعة وشرخ في العلاقات“.
ورغم تعدد حجج المعارضين للنظام الفيدرالي، لكن الناشط المدني عز الدين بن صالح، يقول إن هؤلاء المعارضين سواء في الشرق أو الغرب باتوا يتحدثون عن هذا المقترح بصوت عالٍ.
وحول أسباب هذا التغير، أفاد بن صالح ، بأن ”الفترة الأولى كان يأمل فيها أغلب الليبيين العودة سريعا لبناء دولة مركزية“، لكن التطورات الأخيرة جعلت الفكرة تبدو على الأقل مطروحة على طاولة النقاش.
Comments are closed.